وشملت هذه الجولة التي استغرقت عشرة ايام البرازيل والارجنتين والبيرو وكولومبيا، وقد تخللتها مظاهرات شهدتها هذه الدول احتجاجا على الزيارة وعلى المجازر الاسرائيلية في قطاع غزة.
وحسب ما ذكرت صحف اسرائيلية فإن جولة ليبرمان لم تحقق نجاحا كبيرا وخاصة في محطته البرازيلية.
وشكك مراقبون بصحة الهدف المعلن للزيارة المتصل بإيران، وخاصة انه سبقها وسيعقبها زيارات لمسؤولين اسرائيليين آخرين تتوج بجولة يقوم بها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في تلك المنطقة في تشرين الثاني المقبل. ويلفت هؤلاء الى ان هذه الدول اختارت تطوير علاقاتها مع إيران، وتجنبها مع إسرائيل، بعد الكثير من التجارب التي مرت بها تلك العلاقة، ولا سيما سعي إسرائيل إلى استخدام دول أمريكا اللاتينية لأغراض استخبارية ومافوية ألحقت أضرارا فادحة بمصالح تلك الدول خلال العقود الماضية.
وتسعى اسرائيل للإفادة من وجود جاليات يهودية ومنظمات صهيونية في تلك المنطقة لمساعدتها في تحقيق اهدافها، وخاصة بعد صعود أنظمة يسارية معادية للسياسات الاسرائيلية العدوانية في العديد من تلك الدول.
ومن المعروف ان اسرائيل لعبت دورا كبيرا خلال الحرب الباردة داخل أميركا اللاتينية بالتنسيق مع واشنطن، واقامت علاقات وطيدة مع دول مثل كولومبيا وكوستاريكا والأرجنتين والبرازيل وهندوراس، حيث صدرت إسرائيل لهذه الدول أسلحة بموافقة أميركية وأقامت صلات سرية بين أجهزة الموساد وأجهزة مخابرات تلك الدول لحماية قادة الانقلابات المتعاونين مع واشنطن ومصالحها في القارة. ومع انتهاء الحرب الباردة في بداية التسعينيات تراجع الاهتمام الأميركي والإسرائيلي بتلك المنطقة وخاصة مع ظهور صعوبات متزايدة في العلاقة مع عدد من دولها التي وصلت الى الحكم فيها انظمة يسارية مناهضة للهيمنة الخارجية ، بينما بدأت الصين وروسيا تشقان الطريق إلى تلك المنطقة بشكل لافت.
ويلفت مراقبون الى ان ليبرمان الذي نشأ بين صفوف قادة المافيا السرية الروسية وصاحب الصلات القوية برجال غسيل الأموال وبيع الأسلحة في السوق السوداء يحاول ان يقوم اليوم بما كانت تقوم به المخابرات المركزية الاميركية في تلك القارة بحجة التحذير من امتلاك ايران السلاح النووي.
وذكرت صحف اسرائيلية ان ليبرمان سيزور عددا من الدول الإفريقية بعد انتهاء جولته اللاتينية للغرض نفسه.. ورافق ليبرمان في جولته اللاتينية عدد من رجال الصناعة الأمنية والعسكرية والتكنولوجية من أجل عرض الخدمات الإسرائيلية على قادة تلك الدول.
ويرى المراقبون ان جولة ليبرمان تحمل مهمات أمنية وسياسية هدفها الاساسي تقديم خدمات للولايات المتحدة بهدف تخفيف الضغوط الأميركية على إسرائيل في موضوع الاستيطان.
وكان عدد من الشخصيات السياسية الإسرائيلية من حزب ليبرمان نفسه زار دولا أخرى في أميركا اللاتينية حيث التقى وزير الأمن الداخلي إسحاق اهارونوفيتش قادة بنما وكوستاريكا وشارك نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني إيالون الذي عمل سنوات كثيرة سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة في مؤتمر منظمة دول أميركا الجنوبية وزار هندوراس،وسيقوم الوزير الإسرائيلي عوزي لانداو بعد أيام بزيارة باراغواي والأكوادور.
ومن الواضح ان ليبرمان وعصبته في حزب « إسرائيل بيتنا» هم الذين يتولون إحياء العلاقات مع دول أميركا اللاتينية. ومن ضمن ما يستهدفه النشاط الاسرائيلي في هذه المنطقة محاولة التشويش على الدول التي تعادي اسرائيل مثل فنزويلا، حيث اتهمت مسؤولة اسرائيلية كاراكاس بتقديم وثائق مزورة لإيرانيين لتسهيل تحركاتهم في امريكا اللاتينية، موضحة ان هؤلاء الايرانيين لا يحتاجون بفضل هذه الوثائق لتأشيرات دخول إلى أي بلد آخر في تلك المنطقة ولا احد يعرف ماذا يفعلون بحسب قولها.
يذكر أن البرازيل ستكون أول دولة يزورها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعد تنصيبه رئيساً لفترة رئاسية ثانية.