فالأجواء التي أوهم نتنياهو نفسه بأنها إيجابية جاءت غير مطابقة لمواصفات تأليفاته.
وعملاً بسياسة الهروب إلى الأمام رمى نتنياهو بورقة تجنب إجراء الانتخابات المبكرة في الوقت الراهن يقيناً منه أن إجراءها ستجعل مدة صلاحيته تنتهي، فبعض المراقبين يرى أن انتخابات مبكرة هي واقع لا شك فيه، حيث قال نتنياهو في كلمته التي ألقاها بساعة متأخرة الأحد الماضي: «إن أمامنا عاماً كاملاً حتى الانتخابات، نحن في خضم حملة وأنتم لا تنسحبون في منتصف الحملة أو تستغلون المواقف لأغراض سياسية», وأضاف: «لن أقول هذا المساء متى سنتحرك وكيف. لدي خطة واضحة. أعلم ما سنفعله ومتى نفعله. وسوف نفعله»
إن نتنياهو المهووس بالحصول على كل شيء مجاناً, فهو دائماً يعتلي شجرة الحرب عالياً في خطاباته محاولة منه بتبديد الخطر والخوف والهلع الذي يعيشه بعد كل إخفاق له، فتصريحاته التي أعلنها في خطابه جعلت العديد من المحللين في الشؤون السياسية والعسكرية في إسرائيل التوقف طويلاً عند تهديدات الدون كيشوت «نتنياهو» بأن إسرائيل قد تلجأ إلى حرب قريبة، دون الإفصاح إلى أي جبهة الجنوبية أم الشمالية.
الكثير من المحللين رأوا أن توعد نتنياهو هذا محاولة لترميم شخصيته التي كانت حافلة بالاهتزاز, ولاستدار العطف من الناخبين الذين تركوه بعد الفشل المدوي الذي كان من نصيب حكومته وجيشه، حيث أشار استطلاع للرأي الأسبوع الماضي إلى أن الإسرائيليين حكومة وشعباً، غير سعداء بتعامل رئيس الوزراء مع غزة مما أدى إلى تراجع نادر في شعبية نتنياهو, فأمس الاثنين شدد المحلل السياسي في (صحيفة يديعوت احرنوت) الاسرائيلية, شيمعون شيفر, في مقال نشره بالصحيفة, والذي وصف فيه خطاب نتنياهو بأنه خطاب انتخابات.
وفاجأ التغير في موقف نفتالي بينيت، وزير التعليم وزعيم حزب البيت الإسرائيلي الشريك في الائتلاف، الكثير من المحللين الذين توقعوا استقالته على سبيل الاحتجاج بعد أن رفض نتنياهو مطلب تعيينه وزيراً للحرب واحتفظ بالمنصب لنفسه, حيث أشار بينيت إلى كلمة نتنياهو قائلاً:» إنه يريد أن يصدق أن نتنياهو جاد بشأن التهديدات التي تواجهها إسرائيل»
وحمّل وزير التعليم الإسرائيلي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الفشل في قيادة بلاده.
وتولى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منصب وزيرالحرب، وأعلن في خطاب متلفز من مبنى وزارة الدفاع، أنه يستعد لمواجهة جميع التحديات، قائلا:»نحن في أوج معركة لم تنته بعد».
وقال رئيس كيان الاحتلال نتنياهو صباح أمس في جلسة عقدتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست: «بدأت أمس مهامي كوزير «الدفاع». التقيت مع رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الفريق غادي إيزنكوت، ومع رئيس هيئة الأركان القادم اللواء أفيف كوخافي. نحن نستعد لمواجهة جميع التحديات».
ومن جهة أخرى نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر قال:» إن نتنياهو يسعى إلى تعيين وزير للخارجية، خوفاً من أن تعارض المحكمة الإسرائيلية العليا أن يحتفظ رئيس الحكومة لنفسه بحقيبتي الأمن والخارجية في آن واحد».
وأضاف المصدر أن «تعيين وزير الخارجية ضروري لأنه في حالة الإعلان عن انتخابات مبكرة، سيكون وجود وزير خارجية ضرورياً، للحكومة الانتقالية».
نتنياهو المحبط منذ الهزة التي أصابت «البيت اليهودي» منذ أن أصبح منصب وزير الحرب شاغراً بعد استقالة، أفيغدور ليبرمان، في 14 نوفمبر الماضي، حيث انسحب حزبه «إسرائيل بيتنا» من الائتلاف الحكومي الانسحاب الذي أدى إلى خسارة الائتلاف خمسة مقاعد بعد أن كانت كتلته تتألف من 66 عضواً من بين 120 عضواً هم إجمالي نواب الكنيست، فحكومة الاحتلال الإسرائيلي في أزمة قد تطيح بها بعد استقالة ليبرمان إثر رفض المجلس الوزاري المصغر(الكابينيت) شن حرب على قطاع غزة.
بعد إظهار نتنياهو فائض قوة فيما مضى في حين فائض ضعف وفشل حالياً، فالواضح أن نتنياهو كان صالحاً للاستعمال مرة واحدة فقط لا غير، فيوم دخل نتنياهو حكومة الاحتلال تحت رعاية البيت البيضاوي، فربما سيخرج من هذه الحكومة مستقيلاً ومستسلماً وبقبول أمريكي أيضاً.