تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خلافات محور العدوان تتنوع بين الأصيل والوكيل..الأميركي يتمترس خلف داعش.. وأردوغان يناور لحماية مرتزقته بإدلب

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الثلاثاء 20-11-2018
في لعبة الاوراق يبدو أن الاميركي قد تمكن من رمي بعض اتباعه من اعراب النفط ومن يلف لفيفهم الى داخل المحرقة السورية.. في وقت تتلون فيه معطيات المرحلة السياسية على صعيد سوتشي انطلاقاً من إدلب بفعل العثماني الذي بدا يركب صهوة المماطلة في تطبيق الاتفاق

وينتقل بعدها الى حدود العمل على دعم الارهاب المتواجد هناك تارة وتارة أخرى بغض الطرف عن ما تأتيه من مشاهد الاعتداءات المتكررة من إرهابييه دون تحريك ساكن، على عكس آستنة التي تنتظر مواعيد انعقادها بصيغتها الحادية عشر على وقع التطورات السورية.‏

أما تطورات الميدان فتقدم دفعاً جديداً أضافه الجيش العربي السوري من خلال تمكنه من الحفاظ على مواقعه في الشمال وإفشال مخططات الارهابيين وداعميهم في إحداث أي تغيير، وبين التركي والاميركي مزيد من شد الحبال بين الطرفين اللذين يتبعان نهجاً توسعياً كل من منظوره ، وتظهر وتطفو على الواجهة من خلال معارك شركاء الارهاب والميليشيات المسلحة التابعة للطرفين.‏

الولايات المتحدة يبدو أنها بدأت التمهيد لتسليم راية التنفيذ لبعض الاتباع واكتفت بإرسال الاوامر ورسم الخطط التي تدور حول العمل على إحداث كانتون أو مثلث فصل بين العراق وتركيا وإيران عن سورية ويكون أمر واقع، انطلاقا من دعم تنظيم «داعش» في شرق الفرات، أو دعم بعض الفصائل الكردية الانفصالية، إضافة للحفاظ على مواقعها وحمايتها.‏

وكانت تحركات جديدة وتغيير مواقع لتمركز القوات الأميركية قد تم رصدها، حيث يبدو أنها تحت نية تركها لتلك القوات واستبدال مواقعها بحسب المعطيات وبعض التحليلات.‏

مصادر ميدانية وشهود عيان بينت أن رتلا من قوات تابعة لإحدى المشيخات في الخليج وصل مؤخرا الى منطقة خطوط التماس بين مايسمى «قوات سورية الديمقراطية» وتنظيم «داعش» في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.‏

وعلى الرغم من الغموض الذي لا يزال يلف أسباب زيارة الرتل إلى المنطقة، إلا أن المؤشرات تشير حتى الآن إلى أنه جاء في إطار التحضيرات المحتملة لمشاركة خليجية إلى جانب قوات التحالف الاميركي وحلفائه في التدخل بالشؤون الداخلية لسورية، ودعم تنظيم «داعش» الارهابي على عكس كل المزاعم.‏

إلى إدلب حيث تحمل المنطقة منزوعة السلاح في إدلب والمتفق عليها بين روسيا وتركيا الاسم فقط، إذ لم تتوقف الهجمات والخروقات فيها من جانب الارهابيين مما يستدعي ردا من الجيش العربي السوري ، وارتفعت وتيرت الخروقات منذ مطلع تشرين الثاني الحالي، ما يضع اتفاق «سوتشي»على المحك.‏

فتركيا التي تدير سياستها حسب مصالحها، التوسعية المستنبطة من الفكر العثماني بعيداً عن أي انحياز أو تحالفات قد تعرقل احلامها تلك، غائبة تماماً عن كل ما يحدث بفعل الارهاب وتعمي النظر عن أي تحرك إرهابي، بحيث لم تشهد تلك المنطقة أي تهدئة من قبل الارهاب التابع لتركيا في المنطقة العازلة، إذ تبنت عدة هجمات على مواقع الجيش العربي السوري، آخرها في منطقة السرمانية بريف حماة الغربي، وسبقها هجوم على موقع في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي.‏

وبين المشاريع العدوانية الأميركية في شمال شرق سورية وتحركاتها التي تتماهى كلياً مع السياسات العثمانية في المنطقة، تظهر خلافات مستجدة بشكل دائم بين الطرفين حيث تتفضح في كل مرة وتظهر هشاشة الرابط بين الحليفين.‏

فأنقرة على لسان وزير دفاعها خلوصي أكار حذرت واشنطن من استمرار دعمها لما يسمى «قوات سورية الديمقراطية»، سيما بعد أن تداولت وسائل إعلام قيام عسكريين أمريكيين بالجلوس جنبا إلى جنب أثناء مأدبة عشاء، مع ميليشيا «قسد»، والتي تشكل ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، ويدعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.‏

أما على الارض فكان الخلاف أوسع، في ظل توشح غيوم معركة الاتباع، وبدء الاعداد لها.. فما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً بدأت تحصن منبج بالأنفاق، في حين بدأت ميليشيات أردوغان تستعد لمعركة طويلة على وقع التحضيرات التي تقوم بها ميليشيا «قسد».‏

ومؤخراً، ذكرت تقارير إعلامية أن «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري في «قسد»، بدأت بحفر خنادق وأنفاق في مدينة منبج، موضحة أن هذه الأنفاق تتصل مع مقرات القيادة ونقاط الاشتباك في منبج ومحيطها، وهذا بحسب محللين يخالف ما توصلت إليه تركيا والولايات المتحدة في حزيران الماضي، حول ما يسمى اتفاق «خريطة طريق» حول منبج، يضمن إخراج مسلحي «وحدات الحماية» من المنطقة، والذي على ما يبدو ترفضه أميركا.‏

وقد اقترحت شخصيات عشائرية في شمال البلاد تسليم الحدود للجيش العربي السوري لضمان عدم قيام النظام التركي بعملية عسكرية محتملة في شرق الفرات.‏

الى الوضع السياسي فبعد أن أصبح اتفاق سوتشي حول إدلب مطية المراهنات على الالتزام التركي الفاشل، سيما أن التكهنات حول تطبيق الاتفاق من قبل الارهابيين ظلت مفتوحة على مصراعيها، تعود الانظار الى آستنة التي حملت في آخر اجتماعاتها قرارات تؤكد على احترام سيادة الدولة السورية، واحترام وحدة الاراضي السورية، لتبعث برسائل واضحة الى كل من تسول له نفسه اللعب على الوضع في سورية من الاميركي الى التركي وغيرهما.‏

أما الوضع الميداني فقد حملت تطوراته مزيداً من الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري من خلال مهامه العسكرية في مكافحة الارهاب والقضاء علية وإعادة المناطق الى ذويها ، في حين استمرت جولات العنف الدموية في عفرين بين شركاء الارهاب، بحيث أفاد نشطاء بأن 32 مسلحا إرهابياً على الأقل قتلوا جراء الاشتباكات العنيفة بين فصائل منضوية تحت راية إرهابيي «غصن الزيتون» بمشاركة جيش الاحتلال التركي والتي شهدتها أمس مدينة عفرين .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية