تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العقل الأميركي .. شهية مفتوحة للتطرف والقتل

متابعات سياسية
الأربعاء 11-2-2015
فؤاد الوادي

(الولايات المتحدة تدرك أن تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا قد يؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء ).. بهذه الكلمات المقتضبة علق المتحدث بالسم البيت الأبيض جوش أيرنست على قرار بلاده تزويد كييف بالسلاح ..

لكن ماذا بعد ،هل هذه الكلمات المتخمة بالسريالية المفرطة التي تفوح منها رائحة الموت والدماء تكفي لتبرير أو شرح الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، بالتأكيد لا، لكنها بكل تأكيد قد أسهبت والى حد كبير في شرح كيف يفكر العقل الاميركي، وكيف تدور عجلة السياسة الأميركية الذي تقوم وترتكز على جملة من القواعد المادية اللا أخلاقية التي تحكم قراراتها ومواقفها،والتي تحدد وترسم أهدافها واستراتيجياتها ، والتي في نهاية المطاف تعبر فوق أجساد الشعوب و أشلائها .‏

إن العقل الأميركي وانطلاقا من البيئة والتربة القذرة التي نشأ وترعرع فيها والتي تفوح منها رائحة الموت والدماء، فهو لا يزال يمتلك شهية مفتوحة لكل أنواع وأشكال الإرهاب والتطرف والقتل ، وهو بالتالي سيبقى لاهثاً وراء سد تلك الشهية في أي مكان يكون بؤرة لأهدافه ومشاريعه الاستعمارية،الأمر الذي يعني في أبعاده فتح الباب على مصراعيه أمام كل الاحتمالات والخيارات أمامه، وبالتالي فان أي تصعيد هو أمر متوقع منه بعد سلسلة الانتكاسات والصفعات المتزايدة والمتواصلة التي تلقاها على الأرض السورية التي دفعت به الى عنق الزجاجة و أجبرته على النكوص، وهذا الأمر ( أي شهيته المفتوحة والدائمة للقتل ) ربما يكون احد الأسباب التي دفعته الى إرسال أسلحة الى أوكرانيا و فتح جبهة جديدة قد يكون وقودها الشعب الأوكراني والشعوب المحيطة به وخاصة الأوروبية منها.‏

بحسب التاريخ الذي يفيض بسلوكيات الولايات المتحدة وتجاربها اللا أخلاقية فقد قامت السياسة الأميركية على جملة من القواعد المادية و البراغماتية التي تجعل من الأخلاق والقيم والمبادئ خارج حدود وسياق تلك السياسة، على اعتبار أن تلك القيم والمبادئ الإنسانية تحبط وتقوض الأهداف والمشاريع الاستعمارية الأميركية التي تهدف بالدرجة الأولى إلى احتلال الدول والسيطرة على الشعوب وسرقة مقدراتها وثرواتها وكرامتها وسيادتها، كما هو حاصل اليوم في معظم دول الخليج وفي الكثير من دول المنطقة والعالم.‏

صحيح أن الولايات المتحدة الأميركية تعد من أكثر دول العالم حديثاً ودفاعاً عن حقوق الإنسان وشعاراته، إلا أنها تعد على صعيد الممارسة العملية الدولة الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان التي لم تكن في حقيقة الأمر سوى قناعا وستارا وشعارا لها لارتكاب أبشع الممارسات والانتهاكات بحق الإنسان- نستذكر ما قاله المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي: إن هناك ما يكفي من الأدلة لاتهام كل الرؤساء الأمريكيين منذ نهاية الحرب العالمية بأنهم مجرمو حرب، أو على الأقل متورطون بدرجة كبيرة في جرائم حرب .‏

إن القارئ لتاريخ الولايات المتحدة التي قامت على جماجم السكان الأصليين، يجد أنها ومنذ نهاية الحرب العالمية حتى الان قد افتعلت بما يقارب المئة حرب وتدخل عسكري في مختلف دول العالم ، وجميع تلك الحروب ليس لها علاقة لا من قريب أو من بعيد بالدفاع عن الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان رغم أن معظم تلك الحروب كانت تشن تحت عنوان الدفاع عن حقوق الإنسان .‏

إن الشهية الأميركية المفتوحة على القتل والإرهاب جعلت من وجود قوى عالمية جديدة تحترم المواثيق والمعاهدات الدولية وتحافظ على حقوق الإنسان وتحميها، ضرورة حتمية يتوجب على العالم الاضطلاع بها قبل أن يذهب العقل الأميركي الأحمق بالعالم الى حافة الجحيم ، على قاعدة أن الدول الكبرى لا تحتضر على فراشها، خاصة وأن الولايات المتحدة نفسها قد وصلت الى قناعة حتمية بأنها قد دخلت في طور الاحتضار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية