وفي مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين أمس قال السيسي: أكدنا وقوفنا جنبا إلى جنب في مواجهة التحديات في ظل تفشي آفة الإرهاب البغيض الذي أضحى يعاني منه العالم أجمع واتفقنا على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهتها والتعامل معها من خلال منهج شامل لا يقتصر فقط على التصدي الأمني وإنما محاربة أسسها الفكرية التي توفر البيئة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية فضلا عن معالجة الأوضاع الاجتماعية التي تسهم في نمو الإرهاب والتطرف.
كما أعربنا عن ارتياحنا لتنسيق الجهود القائمة بيننا بما يتعلق بتوفير البيئة المناسبة للأطراف السورية للالتقاء في إطار تشاوري بهدف الخروج بتفاهمات تؤسس لحل سياسي يستند إلى مرجعيات جنيف.
وأشار السيسي إلى أن النقاشات تناولت ضرورة أن تؤدي جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تنفيذ «حل الدولتين»، وكذلك ضرورة الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها فضلا عن ضمان وحدة العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية ودعم جهود مكافحة خطر الإرهاب الذي يواجهه وضرورة التوصل لتسوية عاجلة للأزمة في اليمن وعدم السماح بتهديد وحدة وسلامة أراضيه وأمن واستقرار المنطقة.
وأوضح أن مصر وروسيا تؤكدان على التمسك بثوابت العلاقات الإستراتيجية القائمة بينهما وعلى استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوى وتبادل وجهات النظر بما يتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية.
وبين أن المباحثات أكدت استمرار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في ظل الظروف الراهنة بالإضافة إلى دفع التعاون الاقتصادي والتجاري والتعاون في مجال تخزين الحبوب، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وروسيا وعلى التعاون في مجالات الطاقة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية بالإضافة إلى إقامة منطقة صناعية روسية في شمال عتاقة بمصر.
بدوره قال الرئيس الروسي: ناقشنا الأوضاع الإقليمية وبعض المسائل المتعلقة بالشؤون الدولية واتفقنا على تكثيف جهودنا في مكافحة الإرهاب وأولينا اهتماما كبيرا بالمسائل المتعلقة بتسوية الأزمة في سورية.
وأشار بوتين إلى أنه أبلغ السيسي بنتائج اللقاء التشاوري السوري - السوري الذي عقد في موسكو مؤخرا، مؤكدا أن روسيا تعول كثيرا على إجراء الجولة الثانية لمثل هذه الاتصالات للوصول إلى الحل السياسي للأزمة في سورية.
كما لفت إلى أنه رغم الصعوبات في الوضع الداخلي المصري في السنوات الأخيرة إلا أن روسيا ومصر حافظتا على مستوى جيد في العلاقات المشتركة، داعيا إلى مواصلة النقاشات والحوار الذي بدأ السنة الماضية حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وأيضا بما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري الثنائي الذي ازداد بنسبة 80 بالمئة، مشيرا إلى أنه تم النقاش حول إمكانيات وآفاق التعاون في مجال الطاقة النووية.
وفي حديث لصحيفة الأهرام المصرية قبيل بدء زيارته للقاهرة أكد بوتين أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية، وبين أن سبب ما يحدث حاليا في سورية والعراق يعود إلى «التدخل الخارجي واعتماد المعايير المزدوجة وتقسيم الإرهابيين إلى أشرار وطيبين».