أتموا صورة الإرهاب بأكمل صور الترهيب ,فكان النقصان في استراتيجياتهم وسياساتهم يجرهم دائماً إلى دمشق الممانعة تاريخاً وحضارة وحاضراً.
كل الانتفاخات في سياسات الغرب وملحقاتها من كروش النفط لم يكن في أحشائها للمنطقة إلا «داعش»، فكيف يُسئَل عن نسبه وجيناته وهابية.. هناك في السعودية حيث يحمل الهوية من بعد القاعدة ليهاجر مثلها إلى حيث المصالح الأميركية, فكان المحطّ في الشرق الأوسط، تحديداً عند الجغرافية المستعصية غربياً.. سورية.
لذلك ولغير ذلك لم يسأل (جيريمي بوين) كثيراً عن نسب «داعش» ولم «يفاتش» من أين هبط ذاك الـ«داعش» المتورم إعلامياً.. بل بقي في هواجس خيبة الغرب، يحاول قياس نبض دمشق وفك لغز القوة فجاءه الجواب لا يقبل تأويل الترجمة.. هي إرادة الشعب..
هي إرادة الشعب.. وما عدا ذلك لا يدخل في المعادلة السورية ولا يخترق البنود الدستورية وقد يفهم زائر دمشق الأممي معنى العبـــارة ولكن يبـــقى دي ميستورا قيد مجال البعثة المتأثرة هي الأخرى بكل المناخات والغلافات الإقليمية والدولية, حتى إذا هو رقّع المدى ببعض الأمتار السياسية مقارباً الرؤية السورية في حلب ,عاد واصطدم بالهمجية الأردوغانية وما تقود من الـ«داعشية» على حدود الجارة الجائرة وإخوانها المتخوفين من الاستيقاظ على كابوس الحقيقة في كل أبعادها، وان غطّت عليها الأردن «ببهلوانيات» الانتقام واستعراض الضربات فذلك لن يدوم طويلاً بقدر ما هو دائم انعكاس احتضان «النشامى» للنصرة, وما تتاجر به إنسانياً في الأزمة خاسر بامتياز مادام أنه لا يتعدى تصريح الخارجية الأردنية، ولا يخرج عن نطاق الأمواج الصوتية لدبلوماسيها.
إذاً، ظواهر صوتية فقط هي من تحارب «داعش» ريثما تهيئ أميركا العدة لغزوة برية أخرى في العراق هي بالوكالة أيضاً. ولكن هذه المرة معلنٌ في عنوانها «تنظيم الدولة» وفي تفصيلها الكثير.. منه ما يدركه أهل المنطقة ومنه ما لا يدرك خليجياً لذلك لن نتعجب إذا (تربع) «العكال» القطري في ميونخ يطالب باستراتيجية واضحة لمكافحة إرهابه فقد تاه في دوره وما عاد يعرف ما يجري حوله، هو فقط تحت تصرف الغرب الذي أبقاه قيد الحركة في الدعم والتمويل وما بعد ذلك فهو لا يراه بحكم قصر البعد السياسي الذي أثبتت الأزمة في سورية أن لا ناجيَ منه من حلفاء الديمقراطية، ولكن الإصابات بالدرجات, ويبدو أن إصابة هيئة التنسيق المعارضة من أخطرها عندما تطلق بيانها برفضها كل شيء إلا نفسها.. واجتماع القاهرة الذي اتفق فيه من حضر على أن لا يتفق.