يتوافق مع نظريات التربية الحديثة وآراء التربويين , و يؤكد حق الطفل في التعليم و اللعب و الترفيه , بما ينعكس على شخصيته إيجابا , و يضمن تنمية اتجاهاته الفكرية و الوجدانية , و يؤمن مناخا ملائما للتمتع بصحة نفسية و جسدية .
و لكن من المؤسف أن نرى أطفالا من هذا الوطن , قد دفعوا ليتقدموا جموع المتظاهرين , يتراكضون بين مثيري الشغب و الفوضى , يعتلون الأكتاف .. مرددين وراء المرددين هتافات لاتتصل ببراءة طفولتهم بصلة , يحتمي بهم أولئك المنادون بالإصلاح و الحرية , بعيدا عن الانضواء تحت سقف الوطن والتغريد خارج سرب المواطنة الصالحة و القيم الوطنية السامية, في أبشع أنواع الاستغلال للطفولة , و انتهاك صارخ لبراءتهم , وخرق واضح لحقوق الطفل .
والغريب في الأمر أولئك الناشطون الحقوقيون , الذين ينشطون في الدفاع عن حقوق الإنسان على الشاشات المغرضة , التي تحاول تلقف كل ما يسهم في نسج المؤامرة , و يستشهدون بتلك اللقطات التي تبرز المتظاهرين , ولكنهم يغمضون أعينهم عن كثرة تواجد الأطفال في مكان ليس مكانهم , و يتناسون في غمرة سجالا تهم ضرورة الحفاظ على حقوق الطفل و ضرورة حمايته , و عدم زجه أو إقحامه في أتون النزاعات و الصراعات التي افتعلوها .
كان حري بهؤلاء الحقوقيين و المنادين بالإصلاح أن يبدؤوا بالحفاظ على حقوق الأطفال , و عدم استغلالهم بتصرفات لامسؤولة , في سبيل جذب الأنظار و كسب مزيد من التأييد والتعاطف في محاولة للإقناع , فهل قرؤوا اتفاقية حقوق الطفل كونهم يطالبون بالحقوق ؟
لا نلوم هؤلاء الأطفال , بل نتوجه باللوم لمن يحملهم ليعتلوا الأكتاف .. و لمن علمهم الهتافات الهدامة , و نذكرهم بواجبهم تجاه أطفالهم , و بمسؤوليتهم الأخلاقية و الإنسانية تجاه جيل الغد, و ندعوهم إلى نثر بذور المحبة و التسامح في قلوبهم الصغيرة , لنستبشر خيرا بمستقبل واعد.. ليفخر وطننا بأبنائه .