تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحوار المفقود بين الآباء والأبناء

مجتمع
الجمعة 8-7-2011
وفاء سليمان

غالباً ما نسمع عن المشكلات والصعوبات التي تقف عائقاً في وجه أي حوار منطقي وصريح بين الآباء والأبناء، فمشكلة فقدان الحوار لدى بعض الأسر موجودة في كل الأزمنة والعصور،

وفي هذا الصدد كانت هناك مجموعة من الآراء تقول رهام.ع 24 سنة: إنه خوف الأهل على أبنائهم من الضياع في مسائل كثيرة في حياتهم وهذا أمر نسبي من أسرة لأخرى يجعلهم شديدي الحرص على مصلحة الأبناء دون النظر بموضوعية في مشكلاتهم أو الوقوف عندها ما يضفي على علاقتهم مع أبنائهم نوعاً من الحوار السلبي وانعدام الثقة بين الطرفين، ما يدفع لانغلاق الحوار قبل أن يبدأ وهذه مشكلة أعاني منها أنا وكثيرون مثلي.‏

أما أحمد 30 عاماً فيؤكد أن الحوار بحد ذاته بين الطرفين يأخذ الصفة القمعية من جهة الأهل مع إغفال الأهل أن جيل اليوم يختلف فكرياً واجتماعياً وفي كثير من الأشياء الأخرى عن جيل الآباء ربما لتأثير وسائل الاتصال التي تلعب الدور الأكبر في ذلك بالإضافة لعوامل أخرى عديدة، فالأولاد وبسن مبكرة حالياً استطاعوا أن يتفقوا بطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع الكثير من الأمور وهذا ما لم يستطع الأهل تقبله كما يجب.‏

أما بالنسبة للسيدة سناء ولديها ثلاثة أبناء توضح أنه طالما تأخذ لغة الحوار دون التسلط والمراقبة من الأهل، لكن ليس من أجل التسلط والمراقبة وإنما لأنها تهدف بنظر الأهل إلى تقويم سلوك الأبناء، فهي غالباً تتم بالطريقة القسرية إلى حد ما لدى بعض الأسر لأنه ليس كل الآباء والأمهات على سوية واحدة من الثقافة والوعي الاجتماعي في الحوار، كما ليس كل الأبناء على درجة واحدة من الوعي والاستجابة لما يجب أن يكونوا عليه حيال الكثير من المشكلات التي تعترضهم ومع ذلك نجد بعض الأبناء يتمردون على أهلهم ولايستجيبون لهم بسهولة حتى لو حاولوا محاورتهم، وبرأيي هنا تكمن مشكلة فقدان الحوار واتباع أساليب القمع والقسر للأبناء.‏

وقد أوضح لنا الاختصاصي الاجتماعي سعد العبد الله أن أسباب غياب الحوار بين الآباء والأبناء تندرج في عدم اقتناع الأسرة أن أبناءها بلغوا النضج الكافي لترجمة الأفكار المقدمة إليهم أو النصائح إلى سلوك يتماشى مع رغبة الأهل وأمنياتهم لما يجب أن يكون عليه أبناؤهم بالإضافة إلى غياب المناهج المعتمدة لتأسيس حوار صريح ومباشر بين الآباء والأبناء يشيع مناخاً من التواصل الإيجابي القائم على الفهم الواعي لمشكلات الأبناء التي تعززها الظروف المتغيرة على الدوام، إضافة إلى غياب دور المجتمع والمؤسسات التربوية والثقافية المختلفة ذات الصلة المباشرة بموضوع الحوار ورعايته وتنميته، وإجراء مراجعات مستمرة تقوي الأسس الإيجابية للحوار وتخصه، فقد يترتب على مسألة غياب الحوار جملة من الآثار والنتائج السلبية التي تنعكس سلباً على الفرد والأسرة والمجتمع من أهمها انحسار التواصل بين الأبناء والآباء الأمر الذي يؤدي إلى قطيعة بين جيلين ما يوصل إلى حالة من الاغتراب الثقافي وهو أخطر مايواجه مجتمعنا المعاصر، إضافة إلى غياب الآليات الكفيلة بتأمين مايسمى بعلم النفس (التغذية الراجعة) أي إجراء حوار حول قضية معينة أو جملة من القضايا ثم رصد النتائج المترتبة عن هذا الحوار والاستفادة منها لفتح آفاق حوارية جديدة تتماشى مع متطلبات التقدم المعرفي، وهذا مايضعنا أمام استحقاق البحث عن علاج لهذه الظاهرة، فلابد من البداية بإشاعة مناخ الثقة بين الآباء والأبناء الذي يشكل أساساً لاغنى عنه لخلق حوار ينساب في مستويات اجتماعية واقتصادية وثقافية، ما يشكل عنواناً متقدماً لفهم مشكلات الأبناء عن قرب والدخول المباشر لمصادرة الظواهر السلبية في حياة الأبناء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية