تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عزفت أناملهم.. فحلَّقنا معاً

ثقافة
الخميس 30-7-2009م
لقاء: هدى شمالي

الموسيقا.. صوت وزمن صوت الإنسان وهو يتكلم ، يغني، يبكي، أو يصرخ، وصوت الطبيعة الذي لا حدود له.. فكل أصوات الطبيعة من حفيف شجر،

أوبلبل طروب على غصن أو صوت حيوان يئن من ألمه .. كلها أصوات لا تنتهي والصوت قد يمتد لمدة، فهناك أصوات تطول وتقصر لتكون جزءاً من الثانية أو أكثر، نسمعها تهز أرواحنا من الداخل، تبتهج أنفسنا لها، نفرح ونضحك وربما نبكي أو نطلق تنهيدة الصعداء ذلك كان إحساسي في الأمسية الموسيقية لآلة البيانو التي قدمت على مسرح معهد شبيبة الأسد المركزي للموسيقا.‏

قدم الأطفال معزوفاتهم المتنوعة بين الكلاسيك والعصري لعازفين متعددين أمثال (شوبان- موتسارت- بيتهوفن- غليير- هايدن- باخ) بتلقائية وعفوية ، بانسجام رائع وإحساس متألق استطاعوا أن ينقلونا من زمن إلى آخر بسرعة وخفة.‏

في البداية التقينا الأستاذة فيكتوريا آفدينيكو التي دربت الأطفال وحدثتنا عن كيفية تحضيرهم للأمسية قائلة:‏

أراقب الطفل أولاً من حيث طريقة يديه بالعزف، وأحاول استخراج الصوت الصحيح منه، ومن ثم أعلمه طريقة التعبير أثناء العزف، وأترك له الحرية بعد ذلك ليعبر بمشاعره وأسلوبه الخاص، وكلما كان الطفل منفتحاً بالاستقبال تصبح مخيلته أوسع وأفضل للعزف.‏

أعمل دائماً على تقديم نصائحي أثناء البروفات لتساعد على تنمية شخصية الطالب بدءاً من الوقوف على المسرح، إلى التعامل مع البيانو، منتهية بحركاته وتعابيره أثناء العزف، واعتمدت كثيراً على ضرورة تركيز الطلاب على المقطوعة ، ووضع طاقاتهم على آلة البيانو قبل العزف، لفتح الخيال ولتقديمها كما قدمها مؤلفها الأصلي، لذلك شرحت لهم حكاية كل مقطوعة، والحالة التي كان يعيشها المؤلف ، ليسرحوا ويعيشوا الحالة نفسها قدر الإمكان.‏

وحدثنا الأستاذ هيثم أمين مدير المعهد والمشرف العام على الأطفال قائلاً: كنت أحلم بصف بيانو، وتحقق حلمي، فالأستاذة فيكتوريا لم يكن هدفها الوحيد أثناء التدريب هو العزف على الآلة بتكنيك فقط، وإنما علمتهم كيفية التعامل مع الآلة، وكانت النتائج واضحة في الأمسية ، وركزت أيضاً على ضرورة تعريف الأطفال على بواطن الآلة وأسرارها، إضافة إلى تحريك مخيلتهم وتعابيرهم أثناء العزف.‏

وأخيراً كانت لنا وقفة مع بعض الأطفال المشاركين في الأمسية:‏

سالي حداد: أحب العزف على البيانو، فموسيقاه راقية، قدمت في الأمسية معزوفتين، الأولى كلاسيكية لشوبان والثانية عصرية للموسيقي كوزولين ، عزفت بعفوية وطلاقة وبإحساس جميل بالمقطوعة.‏

جورج السهوي: هذه مشاركتي الثانية، ولكن هذه الأمسية كانت مميزة جداً بالنسبة لي، حيث إن الأستاذة علمتني أن أعيش المقطوعة ، وأوسع مخيلتي، وأربط هذه المشاعر مع الجمهور ، قدمت ثلاث مقطوعات لباخ وغورن وهايدن، وعزفت كلاً منها بروح خاصة ومستقلة عن الأخرى.‏

ريتا شحود: تمرنت كثيراً على مقطوعاتي الثلاث ، وحفظتها وعزفتها في الأمسية بدون نوته، كنت أعزف بحرية، وأعبر بوجهي وجسدي بإحساس مختلف مع كل مقطوعة ، عزفت لموتسارت وغيه دي كه وأغنية شعبية أرمنية، لقد أحببت الطريقة التي علمتنا إياها الأستاذة فإحساس العازف مهم مع الآلة والمقطوعة والجمهور.‏

ليلاس الملا: عندما عزفت مقطوعاتي ركزت على الآلة جيداً، واتبعت تعليمات الأستاذة فيكتوريا بالعزف مع الحركات النفسية والتعبير بالوجه واليدين، انسجمت مع كل مقطوعة، وساعدتني مخيلتي على التعبير بحرية عن الحالة المتوجب نقلها أثناء العزف ، فالكلاسيك موسيقاه ناعمة، أما العصري فهو صاخب وقوي ، كنت سعيدة بما قدمته على المسرح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية