و يقول «موريزيو دي لوكا» المشرف على عمليات الترميم بأن هذا البورتريه الشخصي هو الأكثر وضوحا مما يجعل الاكتشاف رائعا و مؤثرا وخاصة أنه ظهر في آخر أعمال الفنان في مجال الرسم إذ إنه كرس نفسه بعد ذلك للنحت و العمارة.
عام 2004 بدأ الترميم و لكن عندها لم يفكر أحد بماهية الرجل الموجود في الزاوية العليا اليسارية ، و خلال السنوات الخمس التالية تساءل الدارسون فيما إذا كان هو الفنان نفسه و عندما قارنوا الرسم ببورتريهات أخرى ل «مايكل أنجلو» بريشة فنانين آخرين كانت النتيجة غير قابلة للجدل. و في الصورة يظهر «مايكل أنجلو» واحداً من ثلاثة فرسان و يضع على رأسه عمامة زرقاء هي بحد ذاتها دليل قوي، إذ إنها تشبه القبعات التي يضعها النحاتون وقاية من غبار عملهم.
و يذكر أن البورتريه الآخر الشهير لمايكل أنجلو بريشته كان في لوحة «الحساب الأخير» (1534-1541) في كنيسة السيستين.
و إذا كان مايكل أنجلو قد خبأ وجهه في لوحاته فإن الفنان الهولندي «رامبرانت» أظهره علنا ، إذ إنه رسم الكثير من البورتريهات الشخصية منذ كان في العشرين حتى وفاته عام 1669.و لكن كحال مايكل أنجلو دس وجهه و هو في السادسة عشرة في إحدى اللوحات دون الإشارة إلى صاحبه و لكن هذه المرة بيد صديقه الرسام «جان ليي فينس» في لوحته الشهيرة «لاعبو الورق» (1623-1624) و فيها يظهر «رامبرانت» كمراهق مرح تماما مثلما كان يبدو لزملائه في أمستردام.
و قد اكتشف وجه «رامبرانت» الدكتور«آرثير ويلوك» المؤرخ الفني في المتحف القومي للفنون في واشنطن و قال إن «رامبرانت» كان الموديل للشخصية المرحة في الوسط ذات العباءة الزرقاء وهي شبيهة جدا بلوحة «بورتريه رامبرانت» رسمها «ليي فينس» عام 1629، و رغم أن الأخير بدأ عمله في مجال الفن قبل صديقه «رامبرانت» إلا أنه كان يوصف خطأ بتلميذه، و لكن مؤرخي الفن الحديث أدركوا أن ل «ليي فينس» أسلوبا خاصا و أنه أثر بشكل كبير في أعمال «رامبرانت».
و في هذا السياق يجدر الإشارة إلى أنه في المرحلة الرومانسية قام «جيريكو» برسم زميله «أوجين دولاكروا» في لوحته «طوف الميدوزا» فكان واحدا من أولئك الناجين الذين أنهكهم الجوع و العطش و التعب.