كان بها , وان لم يحدث: فلكل حادث حديث ,ولتكن على وقع الانتظار تعيش دقات الساعة لدى الكثيرين وعلى رأسهم أولئك الذين ركّبوا الادلة واختلقوا الشهود, فهم في العرف السياسي كقتلة رفيق الحريري, لأنهم إما يخفونهم او لانهم يريدون إلصاق التهمة بسورية لا البحث عن الحقيقة.
الغريب انهم اقل ذكاء من الذين صنعوا الجريمة , ولكنهم انتقلوا الان من وضعية الهجوم إلى وضعية الدفاع , فهم قد غدوا المتهمين الذين سيلاحقون وستلاحق فلولهم يمهل ولايهمل, وبالقانون وليس بغير ذلك اما السياسة فهي مسألة اخرى.
نعم , قلنا ان الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير , وبعض من رسم التهمة على سورية كان يريد التشفي والاقتناص .. وهاهو المشهد قد تغير ونذر تغيره الشامل آتية , حتى وإن احتاج الامر الى مرحلة انتقالية ريثما تتضح الصورة الاقليمية - الدولية بصورتها النهائية.
الرهان على الحصان الخاسر كان دائما رهاناً خاسراً, ولكن البعض تعلم اللعب على الحبال, وهم قد استهدفوا دولة وشعباً فهل سيسامح او يغفر ذلك الشعب?
هذا السؤال من الصعب الاجابة عليه ونحن نرى اليوم الجرح الوطني لدى السوريين يتعاظم, او هل يتصور البعض ان السوريين كغيرهم بلا ذاكرة , كأولئك الذين حولوا مجرمي الحرب الاهلية الى ابطال للاستقلال!!?... هل نسيتم .. لدى البعض كل الملفات , واذا استمر هؤلاء بالغيّ فإن نشرها مسألة تصبح اليوم ضرورة.
سيرحل ميليس , ولن يذرف احد من البشر دمعة عليه.
بعد أخطائه ترددت معلومات انه استدعي الى المجلس الاعلى للقضاء الالماني ووجه اليه مجموعة من التهم:
1-الاساءة عمداً للقومية الالمانية.
2-الاساءة الى سمعة القضاء الالماني.
3-تقاضي رواتب أعلى مما يسمح القانون الالماني.
4-الانحياز بالظهور على اليخوت والاماكن العامة مع خصوم سورية الذين يتهمونها بالجريمة.
خيّر ميليس بين أمرين: اما ان يعود مستقيلا الى عمله , او ان يبقى مع الامم المتحدة!? ويتحمل النتائج القانونية المترتبة على ماسبق.
لايوجد تحقيق مستقل عن السياسة الا في الجنة , كل شيء مُسيس ولكن الخطير ان التسييس يصل الى ذلك المستوى الذي رأيناه.
سورية تجاوبت مع القرار ,1636 والضباط الذين استجوبهم المحققون في فيينا عادوا والجميع يشعر ان لا أدلة تتيح مجرد استدعائهم لاستجواب , فكيف بالتوصية بتوقيف? الاسئلة هي الاسئلة , ومناخ محمد زهير الصديق وهسام هسام ومن فبركهما هو الذي هيمن.
لايتصور احد حجم الالم والشعور بالظلم الذي كان يشعر به هؤلاء: احدهم همس لي: لا اتصور ان يقال امام اولادي انني اتهمت ذات يوم بجريمة بشعة كقتل الحريري, واخر يقول لن ادافع عن نفسي , لكنني سأدافع عن سورية اولاً وثانياً وثالثاً , وثالث يقول : لن اذهب الى قاضي التحقيق وفي ذهني اكثر من ان اكون شفافاً , واتمنى ان تسعفني الذاكرة لان الذين فبركوا القصة محترفون في الكذب.. عاد الجميع وليس ثمة من احتراف?!.
سيقدم ميليس تقريره, لن يكون منصفاً وكل الاحتمالات مفتوحة بانتظار ترتيبات سياسية لاندري ان كان قد اوحيت اليه , ام انها تنتظر الترتيبات النهائية وتحتاج الى ابقاء السيف مسلطاً على سورية , ام انه سيضرب
ضربته ويرحل , وهل سيسامح في المانيا على اساءاته اذا ماألحقها بما يسرب.
عموماً مرة اخرى الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير.
*رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية بدمشق