يزعم البرنامج أنه شبابي حواري هادف يعرض على قناة الآن مساء كل يوم أربعاء ، يعتمد على مجموعة من المقدمين الشباب يحكي اهتمامات شريحة معينة من الشباب الذي اختار أن يحيا بعوالم هوليوود وانتهج الأكشن مساراً لتفكيره والحب في المسلسلات التركية معبراً لمشاعره المكبوتة.
هذا كله يظهر في فقرة سينما حيث يرصد فيها جديد أفلام الرعب خصوصاً على لسان مقدميه ، متطرقين قليلاً إلى الخيال العلمي الذي يمارس فيه أبطالها طقوساً غاية في الغرابة والاشمئزاز والابتذال في سفك الدماء والقتل لمجرد القتل لفوز البطل الخارق صاحب الطلقات التي لاتنفذ وتصميم وإرادة لايقهران وكأنه جيش كامل يخوض حرباً ضد المروحيات والمدرعات والوحوش وسواها ليخرج منتصراً دائماً.
من الملفت أن يؤمن بعض شبابنا بهذه الصرعات ويسعون للتقليد الأعمى في قصات الشعر والوشوم والملابس وغيرها ويهللون ويصفقون لكل ما يأتينا من الخارج دون التدقيق بمحتواه وما يحمل لنا من تبعية وجهل مطلق بمقاصد البلدان المصدرة لهذه الأعمال.
والمرعب فعلاً هو ترويج بعض قنواتنا العربية لهذه الأفلام المتسمة بسطحيتها واستخفافها لعقول المشاهدين عاملة على أسلوب الإبهار البصري والإطالة في سرد أساليب وفنون القتل واصفة إياها بروعة المشاهدة والتأكيد على فكرة ( الغاية تبرر الوسيلة) ، وكأن الرعب بات سمة العصر وأصبح من واجب قنواتنا العربية تسويق ثقافة القتل والتدمير لصالح قوى خارجية تسعى لإعادة احتلال وتمزيق وطننا العربي ولكن بسلاح جديد هو تلك الأفلام الفارغة من كل شيء متخذة الغزو الثقافي سبيلاً لها وتكريس العادات البالية لتلك البلاد المدعبة لحضارتها وتقدمها البعيدة كل البعد عن الإنسانية، محاولة السيطرة على عقول شبابنا واستنزافهم وتهميش انسانيتهم وأخلاقهم ومواهبهم وتطويق طموحاتهم بالتأثير السلبي على تفكيرهم وطرق مواجهتهم لأعباء الحياة ، أليس من الأجدى أن ترتقي هذه القنوات لأنواع أفضل من البرامج بحيث تتماشى على الأقل مع الأسماء الطنانة التي تطلقها على برامجها.