لنتابع أفلاماً انتظرنا بعضها أن يخرج من شباك التذاكر إلى هذه المحطات, ولكن هل أمتعتنا كما لو أننا حضرنا الفيلم داخل صالة السينما؟
الحضور داخل السينما يختلف كثيراً والجواب قد يأتي بحسب أذواق المتابعين لأن ما يعرض في هذه المحطات غالباً ما يكون قد استغرق وقتاً كافياً أثناء عرضه في السينما هذا إن لم يكن قد سُرب عبر أقراص السيدي أو من خلال الانترنت, ولكن ميزة قنوات الأفلام أنها تعرض هذه الأفلام بدقة جيدة ونقاء يجعلنا نفضلها عن باقي الخيارات السابقة , لولا الملل الذي تحدثه جراء التقطيع الحاصل في الفيلم وخاصة (الحصري) منه بسبب الإعلانات الكثيرة والطويلة في مدتها الزمنية ثم بعد ذلك تكرار عرض هذا الفيلم(الحصري) وكأنه الوحيد الذي تملكه هذه القناة , عدا عن أن الأفلام الكوميدية تعرض على معظم القنوات في توقيت واحد أو بالتتالي وهذا كله في إطار التنافسية لشد المشاهد وكأن هذا التوقيت تشوبه الغيرة الفضائية مع العلم أن برنامج عرض كل محطة يعد مسبقاً وفق خطة شهرية أو أكثر ولكن على ما يبدو أن هذه الخطط باتت معروفة من بعض المحطات.
ورأينا أن بعض القنوات تحاول التفوق على المنافسين عبر طرح الفكرة قبلهم لأنها ستتبع من باقي القنوات فيما بعد, كأن تخصص يوماً من الأسبوع لعرض أفلام ذات لون واحد إما رومانسية أو كوميدية أو حركة أو من خلال تخصيص يوم معين لعرض أفلام فنان محبوب كما عمدت إلى جعل الجمهور يختار ما يريد أن يتابعه في فيلم السهرة عبر التصويت بين عدة أفلام والفيلم الذي ينال النصيب الأكبر من التصويت يعرض في السهرة .
وهذه الأفكار لا تنحصر بالأفلام العربية بل حتى في محطات الأفلام التي تعرض أفلاماً اجنبية فهي تقع في نفس هذه المطبات إلا أنها لجأت حديثاً للدبلجة للخروج من هذا الروتين والتكرار حتى أنه غدا هناك محطات أفلام مدبلجة كما أن الأفلام الهندية تحظى بقناة خاصة وأفلام الأكشن والرعب لها محطات خاصة تعرض طوال اليوم اما التخصص في العربية منها فبقي في الأفلام القديمة والكوميدية .
ولكن ازدحام محطات الأفلام جعل من المهمة صعبة في الاستحواذ على المتابعة الجماهيرية طوال الوقت والتميز عن بقية القنوات, وخاصة أن معظمها تبث بنظام الـ12 ساعة ثم إعادة الأفلام في نصف اليوم المتبقي أو بنظام الثماني ساعات ثم إعادة الفيلم مرتين يومياً أي إذا لم تشاهد فيلم السهرة مساء قد تشاهده صباحاً أو ظهراً وهذا يناسب فروقات التوقيت لمن يتابع في القارات الأخرى ولكن السبب الحقيقي هو قلة عدد الأفلام التي ستوقعهم بالتكرار إضافة إلى حصرية بعض الأفلام بالقنوات المنافسة وهذا يعود حسب إمكانية القناة المادية وخبرة المشرفين عليها وكثرة الشركات المعلنة.
ورغم أن معظم هذه المحطات تطرح شعارات براقة لجذب المشاهدين وتبدأ بطرح رؤية مختلفة ومميزة إلا أنها سرعان ما تنضم للبقية في رحلة الملل للمشاهد من خلال الإعادة , وإذا ما استثنينا محطة أو اثنتين تقدم لنا جديد النجوم وتعرض لنا من خلال بعض البرامج آخر مشاركاتهم أو مشاهد لهم أثناء التصوير فإننا لا نكاد نرى مقدماً او مذيعاً واحداً في قنوات الأفلام .