تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجوه عربية .... بين ضفاف الماضي والحاضر

فضائيات
الأربعاء 13-7-2011
منهل إبراهيم

أرني وجهك العربي ... بشرط أن يكون ناصع البياض ولا أقصد هنا لون بشرتك بل لون قلبك الذي ينعكس كضوء المرايا على صفحات وجهك ليكسوه نضارة و إنسانية قولاً وفعلاً

لتكتمل فلسفة الأشجار في الأوراق والثمار والظلال ...في النفع والخير والعطاء على من حولها في البقاع العربية الممتدة والغافية بين أمجاد الماضي وروعة الحاضر . ‏

البيئة العربية لوحة غنية بالصور الحياتية الزاخرة بأسماء لها حضورها على بساط عربي ملون بشتى أنواع الثقافات والفنون والآداب المنسوجة بخيوط الأصالة بحروف سالت من عقول اختمرت بتجارب الماضي وعبرت من خلاله نحو الحاضر لتضع في سلالها غلالاً تتغذى عليها الأرواح العطشى للشعر والموسيقا والقرب من الآخر إنسانيا بجذب روابط الحب والذوبان في تفاصيل الثوب العربي المزركش بأشكال عديدة من الإبداعات والأطياف الجميلة المتوحدة في لون عربي واحد أبيض القلب واليد واللسان .‏

ملامح وتجارب لشخصيات عديدة لها باع طويل في الأدب والفن والنهوض بالمجتمع ... يستعرضها برنامج وجوه عربية ليجلو من خلالها جزءاً من وجه الحضارة العربية المرتسم بين تجاعيد تلك الوجوه التي تنوعت تجاربها في الحياة ونقلت جانباً من جمال الوجه العربي ،الفنان والمعلم والإنساني والاجتماعي ...‏

برنامج (وجوه عربية) في موسمه الجديد، يظهر بصيغة أكثر تجدداً من ناحية الأفكار والشخصيات التي يستضيفها وذلك بعد استمراره لأكثر من 6 أعوام على شاشة قناة دبي، ضمن سعيه إلى توثيق العلاقة بين المجتمع والفرد والمؤسسات الرسمية والخاصة في الوطن العربي الكبير، كذلك الشخصيات العامة والمؤسساتية التي كان لها دور في نهضة المجتمع العربي  ليأتي البرنامج بمثابة وثيقة تاريخية لشخصيات عربية عاصرت الماضي بأشكاله المختلفة.‏

 يهدف البرنامج في إطلالته الجديدة، إلى تعريف المشاهد العربي والعالمي بكل فئاته العمرية بالروابط بين الإنسان ووطنه ومحيطه العربي والعالمي وتعريف العالم بالكثير من حضاراتنا ونجاحاتنا العربية وهذا أمر مهم جداً لتعميق الأواصر العربية من جهة ولجسر الهوة مع العالم المحيط بالوطن العربي وتعريفه بثقافته من جهة أخرى .‏

وجوه عربية في جزئه الثاني يوسع فكرته من حيث الزمان والمكان في حوار خفيف ويسعى إلى تمتين اللحمة بين المجتمع والفرد والمؤسسات عبر استضافته شخصيات متنوعة عامة وعادية ومؤسساتية كان لها دور في نهضة المجتمع من خلال السير الذاتية للشخصيات... السيرة التي توثق لكل مناحي المجتمع .‏

تبدأ الحلقة بسرد لقطات من الذاكرة تتنوع فيها الأحداث والمواقف التي كان لها تأثير على مجرى الحياة الخاصة والعامة للشخصية الضيف ثم يبدأ الحوار حول تلك اللقطات بإلقاء الضوء على أهم الوقفات التي ساهمت في تشكيل الأهمية لتلك الشخصية.‏

 البرنامج يغوص في ذكريات الشخصية اجتماعيا واقتصادياً وسياسياً ليبني من بوحها ماضياً لحاضر نعاصره حاليا . محاوراً في كل حلقة من حلقاته شخصية تقدم نفسها من خلال شريط ذكرياتها الموشى بالأحداث والمواقف التي كان لها تأثير على مجرى الحياة الخاصة والعامة مؤسسة لحالة شاملة يمكن البناء عليها في الاتجاه الصحيح ضمن المجتمعات العربية التي يوحدها لسان الضاد مهما تنوعت اتجاهاتها ومشاربها .‏

استضاف البرنامج في إحدى حلقاته الشاعر جمال بخيت ...ضيف الحلقة كتب قصيدته الأولى بحروف (الجيم والميم والألف واللام، وسمعتها والدته وسألته: (أنت كتبتها أم هي لشاعر آخر، فإذا كنت أنت كاتب هذا الشعر فأكثر منه واقرأه لي)، وهنا عرف أن الكلمة له ومستقبله فصنف نفسه شاعراً، في الوقت الذي عاصر في شبابه فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودي وسيد حجاب وفؤاد قاعود ونجيب سرور وأحمد فؤاد نجم وعبد الرحيم منصور، وغيرهم الكثير... الشاعر المصري المعروف في وجوه عربية ، مشى مع سيرته الذاتية والتي لم يفصلها للحظة واحدة عن واقعه المحلي والعربي لأنه هكذا عرف الدنيا كما يقول، وهو يكتب الآن أجمل الشعر لمصر وللعروبة.‏

يحاول البرنامج في حلقة أخرى أن يرسخ رسالة الأصالة كقيمة تنطلق من البداوة التي حملت الحضارة في رحمها وولدتها بعد حين  لتنطلق من البادية العربية أشعة الازدهار و تؤسس أعمدة العمران ،وذلك باستضافته المواطن الإماراتي  مايد بن بليشه .. البدوي الذي لا يستطيع البعد عن الصحراء ، ليتحدث عن سيرة ابن البادية الذي عاش بين طهارة الرمال في البوادي العربية التي نمت على رمالها تلال من الحكايات التي روتها الكتب العذراء وتوارثها الأبناء عن الآباء و الآباء عن الأجداد .‏

وجوه عربية خاض في رحلة الفلسطيني الذي رحل عن أرضه قسراً متخذاً زهدي الخطيب المعلم صاحب الرسالة نموذجاً ليروي الخطيب سيرته الذاتية منذ كان مدرساً إلى الآن، وهي سيرة خاصة غنية جداً بأحداثها وشخصياتها، تترسخ من خلالها قيمة التعليم كأساس للتطور والحضارة.في حياة الشعوب والأمم .‏

عناية البرنامج بالتراث العربي واضحة وهذا أمر ضروري وجوهري ويجب زيادة الاهتمام به في البرامج التي تنتهج هذه القوالب لإبراز هذا التراث ونتاجاته القديمة والمعاصرة ..البرنامج استضاف يوسف زيدان من مصر، في حديث مطول بدأ مع روايته الأولى بعنوان: (ظل الأفعى) وليشغل القارئ العربي والأوروبي مع روايته (عزازيل)، وهو المتخصص في التراث العربي والمخطوط وعلومه العربية ،أما اهتمامه بالفلسفة الشرقية من حي بن يقظان بتجلياته إلى ابن سينا وابن طفيل والسهر وردي، فيسردها إلى جانب رحلة حياته الخاصة وتداعياتها في الرواية والفلسفة.‏

manhalebrahim@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية