تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النقد النسوي.. غياب أم تغييب؟... مبدعات: النقد الذكوري أكثر إنصافاً... الناقدات يشتغلن على نص الآخر..وغيابهن له مسوغاته

ثقافة
الأربعاء 13-7-2011
تحقيق: فاتن دعبول

رغم ولادته المبكرة وبروز العديد من المشتغلين به، لا يزال النقد الأدبي يتأرجح في رؤاه ومنهجه بين ما يستورده من الأدب الغربي، وشيء من واقع أدبنا العربي..

وقد استأثر النقد الذكوري بهذه المهمة طيلة سنوات، وبرزت بعض الأصوات التي سجلت حضوراً وباعاً في هذا المجال، لكن الصوت الأنثوي ظل خافتاً، وربما غائباً عن الساحة النقدية حتى عهد قريب، وإن ظهر فعلى استحياء..‏

لكن لماذا لم يزدهر فربما لذلك أسبابه، ترى هل أقصاها المجتمع الذكوري الذي يرفض أن تقيم أعماله امرأة، أم إن مشاغل الحياة وأعباءها شغلتها عن الخوض في هذا النوع الأدبي، وهل المرأة تناصر المرأة وتنصفها في هذا النوع الأدبي: لنقف عند سيدات مبدعات يدلين بتصريحاتهن الشفافة حول هذه القضية.‏

مرهون للمدارس النقدية الغربية‏

تقول الأديبة أنيسة عبود: ثمة إشارات استفهام كثيرة تدور حول النقد والنقاد والواقع النقدي المتداول منذ عقود في الوطن العربي، حيث صار على الأديب العربي البحث تحت المجهر عن النقاد الحقيقيين وذلك لقلة عددهم ولعجز أدواتهم المعرفية والأسلوبية التي يطبقونها على الواقع الإبداعي العربي، وإذ كنت لا أعمم بالتأكيد لأن هناك بعض الأصوات النقدية المبدعة حقيقة، والتي تشتغل على بلورة منهج نقدي ينطلق من الراهن الإبداعي العربي، إلا أن أغلبية النقاد المنتشرين - منذ عقود- على الساحة العربية مرهونون للمدارس النقدية الغربية وللمناهج الأوروبية، وقد عجزوا عن ابتكار نقد عربي - عربي، قادر على التفاعل والتأثير في حركية النقد العربي والعالمي.‏

حركتها.. مشوبة بالحذر والشك‏

وتضيف عبود: لا يمكن فصل النقد الأدبي النسائي عن السياق النقدي العربي العام، سواء من حيث الرؤية أو من حيث النهج، ولأن حركة النقد العربية مشوبة بالشك، كذلك حركة النقد النسائية والنسوية مشوبة بالحذر والشك أيضاً..‏

وخصوصاً أن هناك شبه انعدام للنقد النسائي الذي تمارسه المرأة العربية على النص الإبداعي وقد يكون ذلك لانشغال المرأة بقضايا الحياة والأسرة والواقع الذكوري القمعي المسيطر في الوطن العربي، والمرأة ابنة هذا الواقع المرهون للعقلية الذكورية بكل ما يحيط الحياة من قوانين وتشريعات وعادات وأعراف، ولهذا قلما نجد امرأة تجابه هذا الواقع وتخرج عليه وتسمي الأسماء بما يتلاءم مع رؤيتها الخاصة الخارجة على النسق الذكوري.. وأنا ككاتبة لا أعرف إلا عدداً قليلاً من أسماء النساء اللاتي اشتغلن على نقد النص الإبداعي ومعظم هذه الأسماء اشتغلت على النص الذكوري أو على نص الرجل المبدع.. وأحياناً تهرب المرأة الناقدة إلى نصوص غريبة تكتب عنها وتستعين بها لممارسة هوايتها النقدية.‏

الغيرة النسوية.. هي الحكم!‏

وتتساءل أنيسة عبود:لماذا لا تكتب المرأة الناقدة عن المرأة علماً أن النص الإبداعي الذي تكتبه المرأة بات يوازي - إن لم يتفوق - على النص الإبداعي الذكوري، وللحقيقة تحتاج المبدعة إلى مبدعة في النقد كي توصف وتحلل وتعري النص الإبداعي النسائي، مظهره، مواطن الجمال والاختلاف والتمايز في النص.‏

وإذا استثنينا «د. ماجدة حمود» وبعض الباحثات السوريات والعربيات اللواتي اشتغلن على النص الإبداعي النسائي، فإننا نجد أن المرأة الباحثة لا تحب الاشتغال على نصوص زميلاتها، وأظن هذا ينبع من نظرة الغيرة النسوية والنكد النسوي، ومحاولة إزاحة المرأة «الآخر»، حيث إن المرأة تحاول دائماً تحجيم زميلتها والتقليل من شأنها وعدم اعتبارها من الصفوف الإبداعية الأولى، بينما تفضل تمجيد الرجل والإسهاب في إظهار ميزاته الإبداعية.‏

وحتى أكون منصفة فإن المرأة المبدعة لا تقبل نقداً من امرأة باحثة زميلة، وتقبل ذلك من رجل وربما اعتبرت أي إشارة أو أي تصويب هو من باب التحجيم والتصغير والإلغاء..‏

المرأة.. هي المرأة‏

كلا الطرفين المرأة المبدعة والمرأة الدارسة تعاني من مشكلة الحساسية والمناورة والاحتيال على الصلة الواهية بينهما وهذا يحتاج إلى محاولة جادة لفهم الواقع النقدي بغض النظر عن الجنس وعن الموضوع، لكن يبدو أن المرأة هي المرأة سواء كانت مبدعة أم ناقدة أم سيدة منزل، وباعتقادي هذا يعود للإرث التاريخي السلطوي الذي تربينا عليه، حيث منعت علينا التسميات الخاصة بنا، ومنعت عنا الرؤية الحقيقية للمادة المحيطة بنا، وساقنا للسير خلفه لنسمي كما يريد الذكور ولنحلل النص والحياة من وجهة نظر ذكورية ومن منطلق السيادة الذكورية..‏

نحن نحتاج للخروج من هذا السياق ونحتاج للوجود في أماكننا الحقيقية دون توجيهات ودون تأثيرات كي نكون كما نحن مبدعات وباحثات ونساء رائدات خرجن من عباءة القديم إلى منطلق الحلم والتجديد.‏

يحكم إحساس المرأة الشرقية‏

انطلاقاً من الدور المهم الذي يضطلع به النقد على المستوى الأدبي والفكري والثقافي، الذي يهدف بالمحصلة إلى تحويل الحالة الإبداعية إلى حراك جميل بين المبدع والمتلقي سواء كان المتلقي القارئ العادي أم الأكاديمي، تقول الأديبة هنادة الحصري: هذا الحراك يساعد في الإجابة عن أسئلة القلق الوجودي الغامض والاشكاليات المؤرقة التي تطرحها الحالة المعرفية حيث يقول الكسندر بوب «إن مهمة الناقد لاتقل أهمية عن مهمة الأديب»، فالنقد إبداع ثانٍ ولا نختلف أنه ليست لدينا حركة نقدية حاضرة وفاعلة في المشهد الثقافي مع أنه لدينا عدد لابأس به من النقاد المحترمين، إذ يجب أن تكون الحركة النقدية مواكبة للواقع الإبداعي، وقد شهدت السنوات العشر الأخيرة حركة إبداعية نسوية ولكن النقد الأدبي ظل حكراً في نطاق القلم الذكوري، اللهم إلا عدداً قليلاً من الناقدات منهن «د. ماجدة حمود» التي تتميز بقلم جميل ورؤية منهجية قادرة على قراءة التيارات الثقافية بصدقية رائعة، وإذا وقفنا أمام مصطلح النقد النسوي نجد أنه سبر لأغوار النص ولكن من وجهة نظر أنثوية تركز على التناقضات المجتمعية التي ترهق الأنثى بسلطة الذكر ويكون هذا النقد مركزاً على إحساس المرأة الشرقية بالغربة واستسلامها لقدرها أو على العكس، التمرد عليه والمطالبة بحقوقها، كل ذلك لإدخال المرأة المكون الأساسي لطرفي المجتمع من أجل فكرة التكامل وليس التهميش.‏

أما قلة عدد الناقدات فربما يعود لسيكولوجية تركيبة المرأة التي تتناسب مع الإبداع، وليس النقد الذي يشدد على المحاكمة والنظرية..‏

المطلوب.. ردم الهوة بين الأديب والناقد‏

وتؤكد الحصري أن الناقدة الممتلكة لمقومات النقد الثقافية والفكرية لابد أن تنصف الإبداع النسوي لأنها باتت أكثر وعياً مما عليه في السابق فتحاول تصحيح المفاهيم والنقد بموضوعية لتسجيل الحضور النسائي اللهم إلا بعض الطفرات التي تقوم بها الناقدة بجلد النص النسائي.‏

ولا أحب التعميم لأنه لغة الحمقى فثمة نقاد ينحازون إلى الجنس الآخر وآخرون يحللون المنتج الإبداعي ويطبقون أدوات منهجية لإطلاق حكم قيمة معياري بموضوعية وصدقية تامة والبعض الآخر يقوم بتوصيف المنتج الإبداعي دون تقييمه بل يمر عليه سريعاً إرضاء لصحبه وبغية الانتشار.‏

ولا فرق عندي بين النقد الذي يكتبه الرجل أو المرأة المهم استكناه نصي الإبداعي والغوص في أعماقه لإنصافي.. وتخلص الحصري للقول: إن النقد فعل حوار والحوار حضارة وهو جوهر النقد، وجميل أن يصار إلى ردم الهوة السحيقة بين الأديب والناقد، وذلك بإعادة إنتاج ما يقدمه المبدع دون تصيد الهفوات، بل بإشارات لطيفة والتركيز على مواطن الجمال لنصل إلى نقد بناء، وبالمحصلة فالحياة تقوم على ثنائية ضدية لابد أن تثمر الإيجابي.‏

يعتمد على ذائقة الناقد‏

الأديبة انتصار سليمان ترى أن النص النقدي يجب أن يكون موازياً للنص الإبداعي ويسلط الضوء على مكامن الجمال والخلق فيه أو الكشف عن نقاط الضعف والخلل في بناء النص الإبداعي..‏

ولكن ما يحدث اليوم هو أن النقد انطباعي، يعتمد على ذائقة الناقد وهذا نراه بما يسمونه النقد الصحفي، إذ علينا أن نحترم كل قارئ ووجهة نظره في النص المنشور وذلك بغياب النقد الأكاديمي المنهجي التابع لمدارس النقد..‏

أما إن كان النقد قد أنصف الأنثى تحديداً، فأعتقد كما كل شيء في هذه الأيام خاضع للعلاقات الشخصية وتكوين الشللية وعدم البحث عن النص الجيد، بغض النظر عن كاتبته وذلك بتكوين الأفكار المسبقة عن صاحبة النص قبل الاطلاع على نصها من خلال السهرات المعقودة فيما بين تلك الشلل «إلا من رحم ربك وهم قلة».‏

النقد الموضوعي.. أولاً‏

وتقول الأديبة سليمان: يعتبر البعض أن الكتابة عن إبداع الأنثى هو تهمة قد تجر على الناقد متاعب هو بغنى عنها ولا أنكر أن النقد يدخل الفرح والسرور إلى قلبي إن كان مديحاً، لكن إن كان سلبياً، فأحاول أن التقط مواطن الخلل في النص، أما إن كان كيدياً، أي نقداً من أجل تسخيف فكرة أرقتني صنعتها وجبلتها بألمي وقلقي ومواجعي، فهذا ما يصيبني بالغضب من قائله رجلاً كان أم أنثى.‏

وبشكل عام عندما أكتب قصيدة أم رواية أم أدباً ما فأنا لا أضع في رأس الناقد ولا الشرطي ولا سواهما ولا أنتظر جائزة ولا مدحاً ولا قدحاً، إنما أكون فقط مع ذاتي والورقة التي أمامي، لأن الكتابة هي خياري الوحيد، وأكثر ما يفرحني وأفضله لجهة نقد تجربتي، أن أتلقى نقداً من ناقد لا أعرفه ولا يعرفني، وإنما قرأ تجربتي، ووجد فيها ما يتقاطع مع التجربة الجمالية للإنسانية، وأيا كان جنس الناقد أو جنسيته.‏

أفضل النقد المنهجي.. وأقبله عاطفياً وعفوياً‏

وترى الأديبة فاديا غيبور أن علاقة المرأة بالإبداع الأدبي هي أقوى من علاقتها بالنقد لكن في النصف الثاني من القرن العشرين بدأت المرأة تقتحم مجال النقد المعتمد على النظريات النقدية بشكل عام وتسجل الساحة الأدبية العربية أسماء العديد من الناقدات المعتمدات على الدراسة المنهجية من مثل (مها خيربك، د. منيرة فاعور، د. ماجدة حمود، ناديا خوست)، لكنهن لسن متفرغات لهذا النوع، بل هن إما شاعرات أو قاصات، أو روائيات.‏

ولا أظن أن هناك فرقاً كبيراً بين النقد الذكوري والأنثوي ماداما يعتمدان على المنهجية والنظرية. وهناك من الناقدات من هن منصفات وأيضاً ثمة نقاد منصفون والنقد الموضوعي ينصف الجميع سلباً أم إيجاباً ويضيء الطريق للكاتب سواء أكان شاعراً أم قاصاً أم روائياً، فأنا أفضل النقد المنهجي وأحياناً أقبل النقد العاطفي العفوي وما أتمناه أن يتجه الجيل الجديد نحو النقد، لأن عدد النساء المتخصصات بالنقد أقل بكثير من عدد الأديبات وما يميز المرأة هو شعورها بجمالية النص والمشاعر التي توجد فيه، إضافة إلى تذوقها للألفاظ والأسلوب فإذا دعمت الدراسة المتخصصة هذا الإبداع الفطري فإن المرأة الناقدة ستقدم نقداً حقيقياً يغني المكتبة العربية ويضيء آفاقاً جديدة للدارسين والدارسات.‏

الفتيات يقبلن على دراسة النقد‏

وتجد د.ماجدة حمودة أستاذة الأدب العربي في جامعة دمشق أن النقد فعالية معقدة تحتاج إلى تكوين ثقافي وشخصي وتحتاج إلى تفرغ وجهد وثقافة موسوعية إضافة إلى الممارسة العملية.‏

ففي داخل كل مبدع يكمن ناقد وحتى نطور الإبداع يجب أن نمتلك حساً نقدياً، ولا يخفى على أحد أن عدد الناقدات أقل بكثير من عدد النقاد بسبب افتقادهن للوقت وتعدد مسؤولياتهن العائلية والعملية.‏

أما قضية الإنصاف فهذا شأن شخصي لكن مطلوب من المبدع الحقيقي أن يكون منصفاً ويمتلك الموضوعية وحس العدل في داخله، ويعطي الأولوية للمبدأ أوللفكرة أو للخيال وهذا لا يتعلق بالجنس، بل هو تكوين إنساني وأنا ضد مقولة «المرأة ضد المرأة» ولكن نحن نعاني أزمة نقد أي أزمة لغة وأزمة البحث عن تطوير الذائقة.‏

فالنقد الحقيقي هو الذي يمتعني ويخاطب عقلي ويجمع بين الفائدة والمتعة وقد لاحظت أن من يكتب إبداعاً، يكتب نقداً مبدعاً، فلغة النقد تستفيد من لغة الإبداع في الجمال دون أن تهمل الفائدة.‏

وهناك ناقدات سبقن الرجال وإن كان عددهن قليلاً من مثل «نازك الملائكة، رضوى عاشور، ريتا عوض، يمنى العبد..».‏

واللافت حالياً التحاق العديد من الفتيات في قسم الدراسات العليا بفرع النقد وعددهن يوازي تقريباً عدد الشباب.‏

الأفضل الأنثى‏

لأن الرجولة النقدية تعتمد على موت المؤلف، لاتستطيع المرأة قتل الأنثى في داخلها، ولأن المرأة تحب التفرد فلا تستطيع الاعتراف بالمبدعات نقدياً وقد كتبت الدكتورة فاطمة عيسى أبو رغيف قراءات نقدية في نصوص روائية ولم تتناول أي روائية.‏

تقول الأديبة ليندا عبد الباقي: لهذه الأسباب جميعها جعل النقد ينحاز إلى الجنس الآخر وفي الأغلب يفصل عندهم الرأس على حجم الطربوش كما قال الشاعر فايز خضور، وأحياناً يكون النقد وسيلة لهدف يترجم بلغة انفعالية لا بلغة عقلانية تطور الواقع وتنتقل من الواقع الفرد إلى الواقع الجمعي بإضاءة النص بجوانبه المتعددة.‏

فلكل ناقدخطاب يتمثل مفاهيمه ويمارس هيمنة علىحقول الإبداع بثقافته الشمولية وهذا يختلف على الأغلب بين رجل ورجل وبين امرأة وامرأة أخرى ولا يختلف بين امرأة ورجل.‏

لأن مفهوم التلقي هو بدء الوعي بالخصائص النوعية للأدب، والنقد هو إثبات وجود لهذا الوعي وعناصره عند النقاد كافة «المؤلف، السياق، النص».‏

وللناقد دور كبير في إنتاج المعنى الجديد للنص وكوني أنثى أحب أن تنتج نصي الجديد أنثى لتشابه عالمنا الداخلي وكذلك الإحساس بالآخر.‏

الرجل يحتاج أن يسمع صوت الأنثى الأديبة‏

النقد العربي لايواكب الإبداع كما يجب لماذا؟ تقول الأديبة حنان درويش إن ثقة متطرفة كاملة في عالم الأدب تحتاج إلى دراسة ومما يناله الإبداع النسوي نقدياً مقبول بشكل عام، فهذا الانتشار الواسع لأدب المرأة في السنوات الأخيرة حظي باهتمام معقول ومقبول ضمن التقصير الذي حدث في عالم النقد الأدبي العربي كافة، وبديهي أن يلتفت النقد لأدب المرأة لكونها رسخت كماً ونوعاً أدبها في السنوات الأخيرة وهذا ما لفت نظر النقد والنقاد إليها.‏

ولا أنكر أن النقد ينحاز لأدب المرأة وهذا الانحياز في أكثره هو إعجاب بقفزة حققتها المرأة في عالم الكتابة ويحاول أن يمحو من الأذهان أن الرجل ظلم المرأة حتى في النقد بعد أن ظلمها في كثير من الأشياء وهذا الانحياز مشروع وطبيعي لأنه يتحدث عن أدب وإبداع شكلا قفزة في زمن قصير ولست أكشف سراً أن الرجل يحتاج لسماع صوت الأنثىالأديبة ويحتاج لأن يعرف عالمها أكثر.‏

والاختلاف في النقد موجود كما هو في الإبداع، فعندما يتحدث الرجل عن عالم المرأة لن يكون أميناً وصادقاً لعالمها كما تكتب هي.‏

إذاً هناك اختلاف في النقد والإبداع بين الرجل والأنثى والأفضل هو الناقد الأقدر على فهم أدبي ذكراً كان أم أنثى والاختلاف لابد أن يكون موجوداً، بين ناقد وآخر تفرض أشياء عدة من مثل «الاختلاف بالرؤية والثقافة وما إلى ذلك» دون الالتفاف هنا إلى الذكورة والأنوثة، فتارة تكون الناقدة هي الأفضل وتارة يكون الناقد وهذا يحكم قدرات وثقافة وبنية فكرية ومفاهيم عديدة.‏

ولإنصافهن تقول.. ربما لو دخلت المرأة ميدان النقد الأدبي وقد تسلحت بالدراسة والتخصص والمنهجية في البحث والوقوف عند أساسيات النقد الموضوعية كما نفعل في ميادين العمل كافة فلا بد أن تحتل المكانة التي تستحق، فساحات الإبداع تتسع للجميع وليست حكراً على جنس بعينه، فعصرنا الحالي يرفع راية التكاملية ولا فضل لأحد إلا بمقدار نجاحه وتفوقه وبصماته الإبداعية التي نترك آثارها على الإبداعات كافة «ولكل مجتهد نصيب».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية