في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية في مدينة أصيلة المغربية رسم المهرجان لوحة مصغرة عن العمل المسرحي العربي في مجال الأطفال وربما كان من الصعب تقويم هذه التجارب بوصفها تمثيلاً لجميع أشكال الممارسات المسرحية في مجال الطفل في الوطن العربي إلا أنه من المؤكد قادرة على إعطاء صورة عن طريقة التفكير التي تطرح على بساط الإبداع والبحث في الخطاب المسرحي الذي يعتقد المسرحيون العرب أنه قادر على ملامسة عوالم الطفل والتأثير فيها من خلال طرائق التعبير الدرامي المختلفة.
في ذات السياق كان لافتاً أن مسرح الطفل مازال منصة لخوض نقاشات ايديولوجية وهو ما ظهر جلياً في بعض العروض خاصة في العرض المغربي الذي افتتح به المهرجان والذي أتى تحت عنوان «أحلام قيد التنفيذ» العنوان جاء طارحاً منذ البدء مشكلة الممانعة التي يواجه بها الواقع الأحلام وخاصة الأحلام التي يمكن أن تكون مؤثرة في إحداث الفارق بين واقعين أحدهما مأزوم تاريخياً والآخر قائم على ثمرة الحداثة بما من خطاب إنساني، من جهة أخرى جاء العرض الإماراتي الذي شاركت فيه مجموعة مسارح الشارقة تحت عنوان خدعة لون ليقدم نموذجاً مختلفاً، حيث تبنى العرض مقولة يمكن متابعتها من دون تشويش ايديولوجي.
حاز العرض على إشادة الكثير من المسرحيين، فقد قال المخرج التونسي المنصف السويسي لجريدة الخليج: إن العرض يحمل كل سمات مسرح الطفل من خلال وضوح الرسالة القيمية وغنى العناصر المسرحية بالدلالات الجمالية والأداء غير المتكلف لفريق العرض كما أنه قدم متعة بصرية.
أما الممثلة الفرنسية جويل راشيتا فقالت: إنها تواصلت مع العرض بشكل جيد رغم كونها لاتعرف اللغة العربية لكن دينامية العرض واهتمامه بالكثير من التفاصيل وتفاعل الصالة معه جعلها تستمتع به، كما أشارت إلى الجماليات المقدمة للمتفرج.
أما المسرحي الدكتور أحمد حببي موريتانيا فقال: إن العرض جاء متناغماً مع روح مسرح الطفل.
أما العرض الثاني فجاء من مدينة أفينيون في فرنسا وحمل عنوان وجه الأقنعة لمسرح كرونوب قدمت فيه الممثلة جويل راشيتا تطوافاً تربوياً وتعليمياً لفن الكوميديا عبر الأقنعة حيث استطاعت من خلال القناع أن تشرح تطور فن الكوميديا في أوروبا من خلال عناصر متعددة أهمها السخرية والحركة والتعبير الجسدي المنسجم وطبيعة القناع.