تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بام جيمس.. عاصفة المسرح البريطاني

عن The Guardian
مسرح
الأربعاء 13-7-2011
ترجمة رنده القاسم

في أشهر مسرحياتها بياف (Piaf)، طورت الكاتبة المسرحية بام جيمس شكلاً جديداً بين الميوزيكال والمسرحية ذات الموسيقا لتروي قصة المغنية الفرنسية الشعبية المشهورة

التي عاشت بين عام (1915-1963). وأنتجت المسرحية عام 1978 فرقة شكسبير الملكية (RSC)، وعرضت في مسرحي (West End) في لندن وBroadway)) في نيويورك محققة النجاح الأكبر لجيمس.‏

ارتباط جيمس الطويل مع RSC تضمن أعمالاً مثل الملكة كريستينا (1977)، وفيها استخدمت أسلوباً سينمائياً في الكتابة، وتطرقت إلى حزن الحرمان من الأولاد عبر حياة الملكة السويدية، التي نشأت كصبي.‏

و في عام 1984 أنتجت RSC مسرحية كاميل (Camille)، محاكية قصة بياف، حول امرأة تسعى للحرية الجنسية والاقتصادية، وفيها انتشلت جيمس قصة الكسندر دوماس من الميثيولوجيا الرومانسية وقدمتها كقصة حزينة عن الثمن الباهظ الذي تدفعه المرأة من أجل الحب.‏

و تضمنت أعمالها مع RSC مسرحيات مثل قضية دانتون (1986)، والملاك الأزرق (1991) وهي رؤية لقصة أضحت مشهورة من خلال فيلم جوزيف فون ستيرنبيرغ من بطولة مارلين ديتريش.‏

النجاح العالمي الذي حصدته (بياف) كان البداية لسلسلة مسرحيات قامت جيمس من خلالها بإعادة النظر في حياة نساء شهيرات.‏

في أسوأ حالاتها لم تتعد تلك المسرحيات كونها سيراً ذاتية تتحدث عن نجوم ويؤديها ممثلون نجوم، ولكن في أفضل أحوالها مثل بياف، كاميل، الملكة كريستينا وباسيوناريا(1985) كانت مسرحيات تفضح الزيف وتضع التجارب النسائية في مركز المنصة بطريقة لم تكن عادية في الثمانينات ومازالت نادرة حتى أيامنا.لقد كانت مسرحياتها كبيرة، غير مرتبة وأحيانا خرقاء، غير أنها كانت دائما مفعمة بذكاء وسخاء عاطفي رائعين.‏

جيمس، التي توفيت في أيار الماضي،ولدت عام 1925 في هامشاير،انكلترا، وفي الثامنة من عمرها أدى رفاقها في المدرسة أول مسرحية لها (قصة جن وعفاريت). ودرست علم النفس في جامعة مانشيستر وخلال فترة الدراسة تزوجت من المهندس المعماري كيث جيمس.‏

وفي السبعينيات انتقلت مع زوجها وأولادها الأربعة إلى لندن، وحينها بدأت الكتابة بشكل جدي، بعد أن أمضت عشرين سنة في الكتابة دون نجاح. وكانت أطراف لندن في السبعينيات مكاناً يحمل إمكانيات كثيرة للكتاب الجدد والأشكال الجديدة والاتجاهات الجديدة في النظر إلى العالم.و هناك وجدت جيمس مكاناً لها في حركة المسرح النسائي الوليدة، فهي تلك المرأة الضخمة التي تتحدث بشكل مباشر وتضحك ضحكة مجلجلة، واشمئزازها من التصنع تعود جذوره إلى نشأتها في طبقة عاملة.‏

لقد كانت ذاك الصوت الحاد، الفظ، الفج والذي لا يمكن أن تشعر معه بالملل، والذي بقي يحمل اندفاعاً شاباً حتى عندما تخطت جيمس نفسها سن الشباب. كانت مغرمة بالحديث عن قصة لقائها الأول مع هوارد دافيس الذي أخرج (بياف). والذي صعب عليه تصديق أن هذه المسرحية الخشنة كتبتها امرأة في منتصف العمر وأم لأربعة أطفال.‏

مسرحيات جيمس الأولى عكست الدور المتغير للمرأة والمثال الأفضل هو ( اذهبي إلى الغرب أيتها المرأة الشابة)(1974)و التي تعرض تجربة النساء الأميركيات الرائدات اللواتي بدأن حياتهن بلبس التنورة وانتهين إلى البنطال. والكتابة حول حيوات النساء كان متعمدا وتقول:( ليس الأمر أنني لا أعرف الكتابة حول الرجال. ولكن عندما وصلت إلى المسرح مع بداية السبعينيات، اكتشفت أنه ما من عمل حقيقي حول المرأة، كان يتم الاحتفاء بهن بين الفينة والأخرى ولكن لم تسبر أعماقهن بشكل مقنع).‏

أول نجاح مادي كان في (Dusa,Fish,Stas and Vi) التي عرضت بداية في مهرجان ايدينبرغ عام 1976 ومن ثم في مسرح West End لقد كانت من أوائل المسرحيات التي ناقشت ماذا يعني أن تكون فتاة شابة تعيش زمن تمنحها فيه الحركات النسائية التحرر من الأدوار التقليدية كربة منزل وأم ولكنها تهمل قضايا أخرى متعلقة بإرضاء الذات. وكانت هذه المسرحية ضمن قائمة المسرح القومي لأفضل مئة مسرحية في القرن العشرين، وتكمن أهميتها أنها كتبت بقلم امرأة زوجة وأم وعملها كان خربشات سريعة تدونها في الوقت المتقطع بين خدمة الأطفال والعمل المنزلي.‏

في عام 1985 عملت مسرحية باسيوناريا على الموازنة بين إضراب عمال المناجم المعاصر وبين ثورة عمال المناجم شمال اسبانيا عام 1934، قبل الحرب الأهلية الاسبانية. مسرحية كبيرة ذات قلب كبير، أثبتت قناعة جيمس أن المسرح سياسي ولكن بطريقة عميقة. إذ بإمكانه دون اللجوء إلى الانتخابات أو السلاح تبديل المناخ وتغيير الرأي والسخرية من الظلم وتليين القلوب وإيقاظ الفهم.‏

عرضت مسرحية (ستانلي) عن حياة الرسام الانكليزي (ستانلي سبينسير)، على المسرح القومي عام 1996، ومن بعدها لم تحقق جيمس نجاحاً مهماً مع مسرحيات جديدة.و جربت كتابة روايات مثل ( السيدة فرامبتون) التي رسمت من خلالها صورتها الذاتية لامرأة بدينة في منتصف العمر أضحت غير مرئية.‏

كما شخصيات مسرحيتها (اذهبي إلى الغرب أيتها المرأة الشابة) كانت جيمس بلا شك رائدة عصفت بمنصات مسرحية رئيسية في وقت كانت فيه آغاثا كريستي لا تزال أكثر الكاتبات المسرحيات اللواتي تعرض أعمالها في بريطانيا. لقد كانت دائما صوتاً منفرداً في عالم مسرحي ذكوري وأنارت الطريق لأجيال لاحقة من الكاتبات المسرحيات مبرهنة على أنه من الممكن أن تكون شعبيا ولاذعا في وقت واحد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية