كان صديقي المرحوم عمر حلبي قمة في تأليف الأغنية المحلية ويعتبر واحداً من الرواد الذين أخضعوا الكلام المحكي وطوعوه إلى أن يودي بشكل أغنية تطرب.
هذه الخاصية في الأغنية المحلية استطاع عمر حلبي أن يجعلها سمة من سمات الأغنية السورية المحلية بعد أن كان تعذر على كثيرين بناء أغنيات من كلامنا المحكي الدارج ذي الطابع الصعب على التأليف والتلحين.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن المرحوم عمر حلبي قد أدخل على الأغنية المحلية صفات خاصة منها التصديرية بحيث يمكن أن نلمس في أغانيه لحناً تصديرياً كما في أغنيته.
شفتا أنا شفتا وبعيني شفتا.
حملت جفناً وقوصتني ما صابتني إلى آخره وهذه الصفة اكتشفها فيه الشاعر الكبير... بدوي الجبل.
لقد أعطى نتاجه لمطربي مرحلته وفاز بأكثره المرحوم رفيق شكري الذي غنى له: بالفلاجمال ساري.
أخذوا معاهم مها بالهودج وراحوا.
وعلى بيتك على بيتك من قال لك إني حبيتك؟
-رحمة الله- على عمر حلبي شاعر الأغنية المحلية الذي برأي لا يعوض وقد بقي حتى آخر لحظة من حياته وفياً لما أعطى لتراثه الضخم من الأغنيات التي سارت في مرحلتها على كل شفه ولسان وإليه.
يرجع الفضل في تطويع الكلام الشامي الصعب للتأليف الغنائي بعكس الإرث المصري المملوء بالكلام السهل للتأليف والتلحين.
وهذه فضيلة تحسب لهذا الرائد في التأليف المحلي للأغاني في سورية.
رحمه الله