وظهر جميل الصوت . وذكرني بالطربوش الذي كان يضعه على رأسه بالمطرب عادل مأمون في فيلم (ألمظ وعبده الحامولي). وبعد ذلك بسنوات شاهدت سومر وأفرحني حين قال لي إنه انتسب إلى المعهد العالي للموسيقا. فأدركت أنه يعرف مايريد. فالدراسة الموسيقية هي السبيل الوحيد لصقل الموهبة والتعاطي مع الموسيقا كعلم ومعرفة.
وبعد ذلك لم يستعجل سومر الشهرة، فسار بخطوات متأنية ومدروسة، ليطلع علينا منذ أيام بأغنية جديدة من تلحينه وغنائه، وليؤكد فيها صحة نهجه الموسيقي. والأغنية باللهجة المحكية وحملت عنوان (مالو إلا سورية) كلمات عيسى فضة. وتم تصويرها للتلفزيون العربي السوري.
كلمات الأغنية جميلة تتحدث عن العمق الحضاري لسورية وجمال طبيعتها. لكن بيت القصيد هنا لحن سومر الجميل فهو لحن شرقي نابع من أصالتنا، لحن يتناسب مع الكلمات التي تتحدث عن سورية بأسلوب رومانسي بعيد عن الحماسة رغم وجود الحيوية في نغماتها وإيقاعاتها. وعلى الرغم من أنه استخدم في تنفيذ الأغنية بعض الآلات الغربية، إلا أن ذلك لم يفقد الأغنية الروح الأصيلة بعيداً عن الإيقاعات الصاخبة التي تفسد كل شيء. ولطالما أفسدت تلك الإيقاعات الكثير من الألحان الجميلة وشوهتها، إلا أنها لم يكن لها مكان في أغنية سومر والحمد لله. أما أداء سومر للأغنية فكان متقناً واستخدم العرب الصوتية عنده بالقدر الذي تحتاجه الأغنية.
ولابد من التوقف عند التصوير الذي أخرجه مهيب بهلول. فقد كان بطريقة التصوير التلفزيوني العادي، وليس بأسلوب الكليبات المزعج، ونجح المخرج في إبراز معاني الكلمات في التصوير، فبدأ التصوير بإظهار جمال الطبيعة السورية، ثم انتقل إلى الأسواق الشعبية الدمشقية مبرزاً عراقتها وتقاليدها الجميلة، وعندما تحدثت الأغنية عن العمق التاريخي لسورية ظهرت الآثار التي تؤكد على الحضارات التي امتازت بها سورية عبر التاريخ. وأستطيع أن أقول إن الأغنية متكاملة في الكلمات واللحن والأداء والتصوير.
وأخيراً..لابد لي من أن أشد على يدي سومر نجار، وأطالبه بالالتصاق أكثر بأصالة موسيقانا العربية، دون أن ينسى خصوصيته التي ستميزه عن الآخرين.