وكتبه بالشراكة مع زوجته الكاتبة نور الشيشكلي علماً أنهما كتبا الجزء الثاني منه أيضاً .. إنه الكاتب مازن طه الذي تزخر الذاكرة بأسماء العديد من أعماله التي لقيت نجاحاً جماهيرياً وترحيباً نقدياً .. حول جديده كان لنا معه هذا اللقاء :
كيف تم انتقاء نصوص (بقعة ضوء 8) ولأي الموضوعات كان انحيازكم في اللوحات ؟
كنت في البداية متحمساً لأنني أمضيت خمس سنوات وأنا أعمل في (بقعة ضوء) ككاتب ، ولأول مرة أكون مشرفاً على النصوص ، ولكن لا أخفيك أنني عانيت من خيبة أمل بعد الجهد الكبير الذي بذلته ، فكمية النصوص التي وردت للشركة كانت ضخمة جداًَ وقرأنا حوالي أربعة آلاف لوحة حتى اخترنا منها مئة لوحة ، والملاحظة العامة أن هناك استسهالاً في التعامل مع موضوع اللوحات ، فأي أحد يخطر على باله أن يكتب فيكتب لوحة وعلينا أن نستقبل من الجميع ، كتاب جدد وقدامى أو حتى من كتاب يجربون أن يكتبوا .. أضف إلى ذلك أن الكتاب الأساسيون لبقعة ضوء الذين كانوا يكتبون الأجزاء السابقة فقدوا الحماسة ولم يعودوا يتعاملون مع الموضوع بجدية كاملة لأن هذا المشروع لا يحقق لهم مجداً شخصياً ، وكلامي هذا ينجر على الأجزاء الثلاثة الأخيرة . فقد واجهنا صعوبة كبيرة في اختيار اللوحات وفي إقناع الكتاب بأن يكملوا في (بقعة ضوء) ، وبالوقت نفسه استقطبنا كتاباً جدداً على المشروع .
ولكني لست متشائماً وإنما متفائل بتحفظ على النتائج لأني كنت أتوقع أن تأتينا نصوص أهم إلا أننا اخترنا الأفضل منها، وأتمنى أن يكون هذا الجزء خطوة متقدمة عن العام الماضي ، وهناك حماس عند المخرج عامر فهد بأن يقدم شيئاً جديداً . ولكن بالنسبة إلي أتخيل أنها المشاركة الأخيرة لي في (بقعة ضوء). وأتوقع أن هذا الجزء سيمر وسيكون مقبولاً على مستوى الجمهور والنقاد ، ولكن الأجزاء القادمة ستكون أكثر صعوبة وبرأي أن هذا المشروع يكفيه ما قدم .. وأنصح الشركة المنتجة أن توقف العمل وإن لم ترغب إيقافه بشكل نهائي فلتوقفه لسنة أو سنتين ، لأن الأجزاء القادمة بحاجة حقيقية إلى اكتشافات جديدة بمعنى أن تكتشف مجموعة كتاب متميزين يمكن أن يقدموا عملاً هاماً وما عدا ذلك يُترك للقدر .
ما طبيعة اللوحات في هذا الجزء ؟ هل تتجه نحو النقد الساخر أم تقديم حالات إنسانية واجتماعية ؟..
استطعنا المحافظة على التنوع الذي كان موجوداً في الأجزاء كلها ، فهناك لوحات تتجه للنقد الساخر وأخرى تطرح حالات إنسانية ، ونسبة بسيطة كوميدية من أجل الكوميديا ، حتى إننا حاولنا تقديم تنوع في البيئات ، وابتعدنا عن التهريج وركزت على فكرة ألا يكون هناك كركترات مجانية وغير موظّفة ، فعادة كانت تقدم كركترات دون توظيف أو هدف فتظهر بشكل عبثي فليس دائماً يمكن للشخصيات أن تُقدم ككركترات .
انحيازك ككاتب جاء لصالح الكوميديا أم لصالح الخط الاجتماعي في الجزء الثالث من (صبايا) ؟
لم نراهن هذا الأمر عليه كثيراً ، حتى إنني لا أحب تصنيف العمل على أنه كوميدي وإن كانت فيه جرعة من الكوميديا ، فقد اتجهنا بشكل أكبر نحو الحكايات ولم نبحث كثيراً عن الكوميديا إلا إن أتت من تلقاء نفسها عبر المواقف المتعددة ، ويمكن تصنيف المسلسل على أنه نوع من أنواع الدراما الخفيفة (اللايت) أكثر منه عمل كوميديا . فلم يكن هدفنا انجاز عمل كوميدي وإنما عمل يحكي عن حياة ومشكلات الصبايا ضمن إطار من الكوميديا الخفيفة .. ولكن إن أتت الجرعة زائدة فسيكون ذلك لصالح العمل .
حتى أنه من الصعوبة بمكان أن تنجز عملاً كوميدياً مع خمس صبايا ، فهو رهان صعب ، فالكوميديا فعل ذكوري أكثر منه أنثوي ، ونادرات عندنا هن نجمات الكوميديا ، وبالتالي من الصعب الرهان على عمل كوميدي مع ممثلات. فلو كانوا خمسة شباب كان يمكن القول أنه عمل كوميدي . لا بل بالأساس الممثلات اللواتي يجسدنه لسن ممثلات كوميديا .
ومنذ البداية عندما طُرح علينا العمل في الجزء الثاني كان هذا التخوف موجود عندنا أنا ونور ، فكان من الصعب أن تقدم عملاً كوميدياً أنثوياً ، لا بل إنه أمر لم يحدث بعد في الدراما العربية ، وفي الجزء الثاني كانت جرعة الكوميديا عند الضيوف أكثر منها عند الصبايا ، وفي هذا الجزء حاولنا أن نحمّل هذه الجرعة للضيوف . وما أقوله ليس انتقاص من قيمة الممثلات اللواتي يجسدن العمل ولكنهن لسن ممثلات كوميديا .
عندما بدأت الكتابة هل كان في ذهنك أن هذه الشخصية ستؤديها هذه الفنانة أو تلك ؟ .. وبالتالي إلى أي مدى ألبست كل ممثلة الشخصية المناسبة لها ؟
هناك خمس شخصيات رئيسية ، اثنتان منهما مستمرتان وهما جيني أسبر وكندا حنا ، فكتبنا شخصيتيهما ونحن نعرف أنهما سيؤدينهما ، وهناك ثلاث شخصيات جددات لم نكن نعرف من هن الممثلات اللواتي ستوكل إليهن مهمة تأديتهن ، لأنه حتى كتابة الحلقة 25 لم يكن قد أبرم اتفاق معهن . فكنا نكتب الشخصية ونحن لم نعرف لمن ، وحتى الشخصيات الأخرى الجديدة كتبناها ونحن لا نعرف من سيؤديها .
ألا تخشى المقارنة بين هذا الجزء والجزأين الأول والجزء الثاني من المسلسل ؟
عندما نكتب ننسى أن هناك جزءاً أول أو ثانياً ، ونتعامل مع المسلسل وكأنه مسلسل جديد ، لا بل قد نستخدم تكنيكاً في الكتابة مختلف قليلاً عما تم تقديمه في الجزأين السابقين ، وأرى أن هذا الجزء سيكون مختلفاً ، ويمكن القول إنه سيكون جديداً إلى حد ما .
ماذا عن أعمالك الجديدة الأخرى ؟
قدمت مع الممثل القطري غانم السليطي جزءاً ثانياً من مسلسل (تصانيف) وكنت قد قدمت معه الجزء الأول في العام الماضي وهو مسلسل منفصل الحلقات يشبه (بقعة ضوء) و (طاش ما طاش) ولكن أجواءه خليجية بحتة ويعالج مشكلات المجتمع الخليجي ، كما بدأت مع الكاتبة نور الشيشكلي بكتابة مسلسل سيدكوم بعنوان (ناس وناس) وهو مع روتانا خليجية مؤلف من ستين حلقة ولكن مازلنا في البدايات . إضافة إلى مسلسل (هارموني) مع شركة كلاكيت وعمل كوميدي خفيف مؤلف من تسعين حلقة .