وبعد انتهاء التصوير وتسجيل الحديث انفض جميع من كان برفقته دون أن يودع أحدهم ليرة واحدة.
وكأن إحضارهم معه ومرافقتهم له على هذا النحو كان من باب (الوجاهة) أو من ضرورات التصوير والاحتفالية..
الأمر الذي أربك مدير المصرف وشغل الموظفين وململ الزبائن الذين ولّوا الأدبار حالما رأوا هذا الازدحام معتقدين (خطأ) أن المودعين كثر بينما كان المودع واحداً.
وقد تكررت هذه الحالة وعاد هذا المشهد (حسب ما علمت من مدير المصرف) لأكثر من مرة مع شخصيات اعتبارية أخرى وكأن غاية البعض من الدعم تسجيل سبق صحفي أو تعليق الأوسمة.
مع العلم أن من يملك أقل من ألف ليرة دخل وأودعها وخرج بصمت مطبق دون أن يشعر به أحد أو تدري يده اليسار بما أودعه بيده اليمين.. انطلاقاً من أن الأمر واجب وليس باباً للظهور والتمايز وحب التفاخر..
فدعم الليرة السورية خارج نطاق هذه الاحتفالية التي لا مبرر لها يبدأ أولاً من دعم المنتج الوطني ومقاطعة البضائع الأجنبية وخاصة الأميركية والفرنسية والبريطانية.. وأما إيداع المبالغ داخل المصارف الوطنية فهو تحصيل حاصل وواجب وطني يفرضه علينا شرف الغاية مقروناً بنبل الوسيلة..