وتحت سقف الوطن ظهر البعد الإنساني, الاجتماعي, الاقتصادي, السياسي ... الخ وأيضا البعد الذاتي والشخصي.
وحيث إن الحوار في الجانب الأكبر منه .. مشاركة لوضع مقترحات وأفكار مساندة لعملية الإصلاح .. أكثر مما هو متوالية شاقولية من المطالب .. فإن الخلط بالأوراق يثير بعض الاستغراب.
بالفعل شهدنا أصواتا أعطت رؤى داعمة لبناء الوطن واحساسا عاليا بالمسؤولية.. وبالمقابل شهدنا أصواتا تستحق النظر في ظواهرها, فمن غير الطبيعي أن يطالب البعض بترفيع كل الطلاب في هذا العام فإذا كان الأمر يسير بهذه الطريقة, لماذا الامتحانات ولماذا هذه الخسائر التي تتكبدها الجامعات في تدريس المواد وتأمين المستلزمات.. والتصحيح والمراقبة وغيرها؟
وهل من الطبيعي أن يشاهد جميع الطلاب دفتر التصحيح الخاص لكل مادة علما أن جامعاتنا تحتضن آلاف الطلبة .. فضلا عن أن ذلك يعتبر تشكيكا بالجهاز التدريسي الجامعي وبالامتحانات.
ولا نعلم على ماذا بنيت رؤية البعض بأن (تؤتمت جميع المقررات الجامعية) فهل من الطبيعي أن تتساوى جميع الاختصاصات من علمية وأدبية وتطبيقية وطبية ويتحول الطالب الجامعي لمجرد آلة يضع إشارة أمام الإجابة التي يعتقد بصحتها؟
أما ما لفت انتباهنا هو المطالب المتكررة لمزيد من الخدمات المجانية والمزيد من التعويضات التي يجب أن تدفعها الدولة للطالب تحت عناوين مختلفة ( أجور مواصلات .. أجور سكن .. الخ) دون أي ذكر للواجبات.
بعيدا عن المجاملة .. المسألة ليست ارضاء للبعض والخطوط الفاصلة مهمة, بين ماهو حق للطلبة وحق للشباب وبين ما هو قفز فوق القوانين والبناء الجاد للوطن.
ومع احترامنا لمختلف وجهات النظر .. إن الوطن يستحق أن ترجح له كفة العطاء على كفة الأخذ.
_____________
mayssa3@gmail.com