تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحوار الوطني والنتائج المهمة

شؤون سياسية
الخميس 14-7-2011
بقلم الدكتور فايز عز الدين

هكذافتحت بوابةالوطن المتجدد باللقاء التشاوري ما بين طيف كبير من رجال السياسة ،والفكر والمجتمع ، وكذلك من الناشطين الشباب من مختلف الألوان الشعبية ، والتوجهات السياسية في الوطن .ومن أولى نتائج هذا اللقاء

هو أن تزهر اللحظة السورية المعاشة بالتقاء على المسؤولية الواحدة في وطن الجميع، وأن تنطلق إشارة الحوار الوطني المتجاذب حول طبيعة المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد والبعض تصل رؤيته في تشخيصها، وتحليل مكوناتها إلى ما وراء الظاهر منها ، وآخرون لا يرون منها إلا الشكل الاحتجاجي على المشكلات السياسية ،والاقتصادية، والاجتماعية ، وما بين هذين الأفقين فتح الحوار فضاءات واسعة لتدارس الأمور ، والمواجهات الراهنة بارتباطها الداخلية، والإقليمية والدولية فالمسألة السورية اليوم ليس مسألة دستورية، أو تمثيلية ، أو ديمقراطية داخلية بل هي مسألة الوضع العربي الراهن ، والمشروع الأمرو- صهيوني بالوصول إلى التفكيك المبرمج - عبر الشرق الأوسط الجديد المزعوم وبإيحاءاته - حتى تتمكن أميركا دعماً لإسرائيل من تثبيت منظومات الانهيار للنظام الرسمي العربي تحت مفاهيم الربيع العربي وإسقاط النظم تحقيقاً للهدف الأهم في هذا الاستهداف وهو تدمير النظام السياسي في سورية كي لا يبقى نظام المقاومة ، ونظام الشعب ومشروعه الوطني والقومي التحرري والتوحيدي ، والديمقراطي المعيق التاريخي أمام أحلام الكيان الصهيوني بإسرائيل التلمودية .‏

ومن هذه الأساسية المهمة في المسألة السورية اليوم دارت حوارات صادقة ، ووطنية مخلصة تريد أن تفصل ما بين مطالب التوجه نحو المزيد من الإصلاح والتغيير في النظام السياسي وهي مطالب داخلية وطنية محقة وصدرت المراسيم من أجل تحقيقها وبين المؤامرة وهذا الاجتماع التشاوري وضعت له مهمة مناقشة ما نجم عن هذه المراسيم من قانون للأحزاب ، وقانون للانتخابات ، وقانون للإعلام والتوافق على الصيغ النهائية كي تأخذ أقنيتها الشرعية إلى الإقرار الدستوري لها ، وعلى ضوئها يصبح المواطن السوري متفاعلاً متمتعاً بكل ما يمكنه من ممارسةإرادته الكاملة في التفكير ، والتعبير والممارسة، والترشيح ، والانتخاب بالحرية التي سعي إليها ، وحدد تخومها من هويته الوطنية والقومية وشخصية ذات العمق التاريخي والحضاري،وكذلك من أحلامه ، وتوقه إلى وطن موحد ، آمن، مستقر .‏

ومع أن الحاضرين لهذا اللقاء التشاوري قد تمنوا على شخصيات المعارضة في الداخل والخارج الحضور والتفاعل في هذا الجو الوطني غير المسبوق ، والمرهص بوطن التعاون ، والتعاضد بين كافة أطيافه من خلال تعددية ،وتداولية، وتقاسم مهام، ومسؤوليات بناء ،ودمقرطة للوطن الناهض دوماً بآفاق مواطنية،وتياراته المتكاملة الأدوار ، والمشتركة الأفكار الجوهرية حول قضايا الوجود الواحد والمصير الواحد.ومما كانت بوارقه مشعة دوماًهو الروحية التي بدأ اللقاء يشعر بها ، وهي روحية الوطن المستهدف وفهم الجميع لهذه الروحية وما تستدعيه في الخيارات الصحيحة بأن نكون معاً في مواجهة واحدة للوطن الواحد.‏

ورغم ذلك كله بقيت رؤى- وكنا سعداء يها لأنها حرضت على المزيد من الحوار والتحليل والتشخيص - لا ترى المؤامرة على سورية بأنها متصلة بأميركا وفرنسا وإسرائيل ، ومن يحالفهم في المنطقة رغم تواجد السفيرين الأميركي والفرنسي في حماة في جمعة اللاحوار حتى يحرضا على المزيد من رفض الرصلاحات ، والمزيد من توتير الأجواء الوطنية وإبقاء سورية على عتبة التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ، ولكن ما قدمته أطياف إدلب وحماة ، وحمص ، ودرعا ، وريف دمشق قدم البرهان الساطع على هؤلاء الذين جاؤوا مكلفين بمهام الترويع والقتل ، والإجبار على الخروج بالتظاهر غير المرخص . والإجبار على طرح الشعارات غير المرغوب فيها.‏

وبكل استقصاء لنتائج هذا اللقاء التشاوري الذي دعت إليه هيئة الحوار الوطني يمكن القول : إن سورية الحديثة قد بدأت حركتها نحو المزيد من إعادة إنتاج النظم ،والقوانين ، والعلاقات ، والتحالف التي من شأنها أن تبقي حالات التوافق الوطني بأعلى منسوب لها ، ويكون بالمزيد مما سيتم نقاشه في الأيام القادمة فرص كبيرة لإنعقاد مؤتمر الحوار الوطني ونجاحه . والجميل باللقاء أن ثقافة الآخر أخذت تتبلور أكثر فأكثر ، وأن تناول الأمور الحرجة صار يأتي على قاعدة البحث عن المصالح المشتركة بدون أي نزعة إقصائية ، وباعتبارية كاملة لكل صاحب حق ومن نتائج اللقاء أخيراً أن النموذج السوري في البحث والتداول ، ولا سيما في الدستور ، سيقدم للعروبة مثلاِ مهماً في الحرص على الوطن ، ومنجزاته ،ومشاريع شعبه ، وحلم الجميع بوطن الحرية ، والتقدم ، ودولة السيادة والصمود ،والمقاومة والاستقلال .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية