تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استفسارات مشروعة!

نافذة على حدث
الخميس 14-7-2011
حسن حسن

نعم أميركا تزداد ابهاماً وألغازاً حتى على نفسها وإذا كان غناها الوافر لم يمدها بالصحة كمجتمع ولم يمكنها من أن تبدو أجمل وإذا كانت قوتها المفرطة العسكرية لم تجعلها أهدأ أو أكثر ثقة بنفسها فإن كلامها الكثير وتصريحاتها التي تتدفق بغزارة مذهلة عبر كل القنوات لم تجعلها أكثر فهماً، فلا هي تفهم الآخرين على نحو أفضل ولا هي تبدو مفهومة للآخرين بصورة أوضح.

مشكلة العالم مع أميركا أنها لا تعترف بغير أولوياتها وأنها تعمل لفرضها على الآخرين خارج أي قانون أو عرف دولي وأنها لا تكترث أبداً لجعلها متفقة مع بقية دول العالم، ومشكلة بقية العالم مع أميركا أنها لا تكترث بأحد حين تصمم على شيء أو تقرر أمراً وأنها تطلب من الآخرين السير وراءها بالطريقة التي تحددها هي، وإلا هالت عليه لوماً وتقريعاً أول الأمر ثم ادانة وحصاراً ونبذاً وعقاباً وقصفاً وخسفاً في نهاية المطاف.‏

الغموض الذي يحيط بعلاقات أميركا الخارجية في أوجهها المختلفة إذا كانت جيدة أو سيئة يزداد عمقاً ولم يعد مفر من أن ينظر العالم إلى أميركا نظرة ارتياب إذ لم تعدو واضحة لم تعد ما أرادت أن تصور نفسها ولم تعد ما تصوره الآخرون عنها وبدأت تعاني اضطراب من لم يعد يتصور نفسه كما كان يتصورها.‏

هناك أدلة كثيرة على أن الأميركيين كانوا يوماً يعنون ما يقولون.. عن الحرية وحق تقرير المصير وعن التقدم والتعايش والانفتاح والأدلة موجودة في وثائقهم المودعة في المتاحف وفي كتب التاريخ عن ما قبل الاستقلال والثورة الأميركية وحرب الاستقلال والحرب الأهلية موجودة في تاريخ الكنائس والمؤسسات الدستورية والتعليمية وكتابات المفكرين القدامى فما الذي جرى ؟! لقد حولوا العالم من عالم يضج بالحياة والحماسة إلى عالم يضج بالصخب بلا معنى.. وبالتالي بلا قيمة.‏

لكن الكارثة أوسع وأشمل إن أميركا تريد العالم كله وتريده على صورتها... ألم تقل الأميركية اليمينية المتطرفة اولبرايت التي كانت وزيرة خارجية إن سياسة الإدارة الحالية تؤكد أن أميركا فقدت صوابها فهل يجوز ترك العالم بين يدي دولة فقدت صوابها؟ وهل يجوز لمن فقد صوابه قيادة غيره؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية