تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عاد من جديد لمعركته

آراء
الخميس 14-7-2011
جلال خير بك

تتسابق الريح لاستلام النفس الجميل.

إنها المعركة الأخيرة.. قد يكون منتصراً فيها وقد يكون سهل الانقياد.. لكنه لن ينهزم، لانه بالأساس زاهد بكل مباهج الدنيا.‏

تتوالى الصباحات والأماسي وهو رهن أمتار قليلة سوّرتها الأشرطة وتعددت فلاشات الإضاءة وكلها تقرأ ما يدور في رأسه.. لكنه مصمم على عدم الانهزام.‏

متى حدث هذا الهرج والمرج أراد أن يمحو كل شيء، لأنه متصالح مع ذاته. ولأنه محاور بارع وضع الحجة تلو الحجة، وساق البراهين جميعها، على أن يصل مع هذه المجموعة التي تثير لغطاً في محيطه، على أنه لن يهرب منهم، ولأنه زمن الحوار، فقد رأى أن يصرخ فيهم كفى تكهنات وكفى ضجيجاً فالحياة أجمل من أن نشوهها بكلام ثرثرة لا تجدي ولا تضع حلولاً ناجعة.. الحوار الهادف هو العدو الأول للغوغاء. إذن دعونا نتحاور حول الحياة ومعانيها. حول الحرية التي يكفلها القانون وتنص عليها الشرائع.. تعالوا نتحاور في قضايانا وعلاقتنا مع بعضنا البعض.. / تسمع مقاطع متعددة من ملتقى الحوار الوطني وتعجب كيف لبعضهم أن يرى في الحفاظ على الأمن إفراطاً في العنف!! إنها فتنة ومؤامرة تهدف الى ضرب العيش المشترك الذي هو عنوان سورية الدائم.‏

.. دعونا نعد للحوار مرة ثانية وثالثة ورابعة دون عنف أو إراقة دماء أو تعد على حقوق المواطنين.. وليكن عنواننا دائماً «وجادلهم بالتي هي أحسن».‏

عاد مرة أخرى لمعركته، التي يخوضها مع المجهول، الذي نسميه قدراً محتوماً. عاد إلى الفضاء الذي انفتح أمامه.. نظر حوله فرأى اليسار ومضر وأوس ومازن ينظرون إليه برجاء وبصوت واهن يحمل كل الحب قال: أين كمالاً هل امتحنت؟.‏

زغردوا من حوله ضحكوا ضجّوا لكنهم غطوا بوجوههم كل الأبواب التي خاف من ولوجها. شدّ عزيمته ومد يداً واهنة محاولاً مسح وجوههم التي يعرف تفاصيلها مذّ كانوا عجينة طرية، حزم أمره وعاد مرة أخرى للحوار. لن يرحل.. مازال معهم.. ومازال ينتظر بيان ملتقى الحوار الوطني وبالحوار تعمّر البيوت والأوطان.‏

.. الحياة عادت من جديد.. أمسك القلم وخط كل مالم ير الآخرون. وعاد من جديد لمعركته التي مازال مصمماً على نيلها.. إذن لن ينهزم بإذن الله ودعاء من أحبّوه.. فالحياة معركة دائمة، الغلبة فيها لمن يجيد الحوار بكل مراحل العمر التي تمر..‏

عاد مرة أخرى إلى معركته محملاً بالحب والدعاء.. وحمل هموم سنوات العمر التي لم تستطع أن توهن عزيمة لطالما حسدوه عليها. لكنه حمل معها غصة جرح خلّفه مبضع الطبيب، وغصة جرح خلّفه اختراق اليد الآثمة لجسد الوطن الذي مازال عصياً على كل المخططات الحياة أجمل من الثرثرة.. والأجمل هو أن نكون على مستوى المعركة التي خلقنا من أجلها.... حزم أمره وعاد من جديد لمعركته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية