رغم اختلافهم الكبير في الآراء والافكار وتباينهم الواضح في الطروحات والهواجس التي تقاطعت في التفاصيل احيانا، وتلاقت في العنوانين الكبرى والقضايا الاساسية دائما والتي لم تخرج بمجموعها عن حدود الوطن وثوابته القيمية والاخلاقية .
كما شكل هذا الملتقى الحضاري الذي يعبر بأحد أوجهه عن صحية منظومة الدولة وتعافيها السريع من اي مدخلات غريبة في الداخل والخارج اثرت في مناعتها في وقت من الاوقات وكانت لها عثرات على الطريق احايين قليلة.. شكل اختبارا مزدوجا لصدقية وقدرة السلطة على محاورة الاخر من جهة وهو امر لطالما شكك به البعض من داخل البيت وخارجه ،وشكل من جهة اخرى اختبارا لنيات اولئك البعض الواقفين على الضفة الاخرى المقابلة للإجماع الوطني وهو اختبار فشل اولئك فيه الى حد كبير بعد تغيب بعضهم عن الحضور وتملص (هروب ) اخرين من استكمال جلسات اللقاء حتى نهايتها وسماع البيان الختامي الصادر عنها حتى ان بعضهم ذهب ابعد من ذلك عندما ودع جلسات الحوار مبكرا جدا بعيد إلقاء مداخلته مباشرة دون ان يسمع او يحاور الاخر او ينتظر ليتلقى جوابا وهو أمر لمسناه عن كثب عند قلة قليلة من اولئك الذين يشكل لهم محاورة الاخر كابوسا مرعبا .
إن مسارعة البعض في رفض البيان الختامي للقاء التشاوري الذي كان حافلا بإنجازات محكوم تنفيذها بصدقية نوايا جميع الاطراف وخاصة اولئك الواقفين على الضفة الاخرى كما اسلفنا .. يعيد الى الواجهة من جديد ما نحاول التغاضي عنه منذ بدء الاحداث من باب حسن الظن بالآخر وهو ان هناك من لايزال يتلطى خلف الاكمة وان هناك من يزال يحيك المؤامرة في الاروقة الخلفية والادوار السفلية .