تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


علم البلاد رمز كرامتها

ثقافة
الجمعة 15-7-2011
محمود شيخ عيسى

لم يكن العلم يوماً ما قماشاً يرفرف في الهواء بعيداً عن خفوق قلوبنا معه كلما رأيناه يناطح أبراج السماء شموخاً واعتداداً بل هو لحم ودم تسري فيه الدماء التي تسري في عروقنا، النجمتان الخضراوان اللتان تلتمعان فيه هما حكاية السهول التي تعطي بلا حساب في سورية مشيرة إلى طيب هذه الأرض الكريمة المعطاء.

واللون الأحمر حكاية انتصار كبير يحكي كيف سار يوسف العظمة ليفهم الفرنسي الغازي أن أبناء سورية يعرفون قيمتها ويذودون عنها بأغلى ما يملكون وتلقف الرسالة أحفاد يوسف فأعادوا كتابة التاريخ وباللون نفسه في تشرين التحرير عام 1973.‏

أما السواد فيعني أن الوطن هو سواد عيني كل مواطن عربي سوري حر ابن حر وابن حرة وهو في سويداء قلب كل مواطن يحب سورية ويعشق كل ذرة تراب من صعيدها الطاهر.‏

تلك حكاية وطن كبير مساحة، كبير قدر ومكانة في قلوب أبناء الأمة العربية على امتداد الأرض العربية التي حفظت عن الأجداد درساً لن تنساه أبداً مادام قلبها نابضاً بالحياة، علمها هذا الدرس أن تفتح قلبها وذراعيها للضيف القادم حاملاً معه رسالة المحبة والسلام، وأن تقبض القلب والذراعين صواعق غضب مقدس على كل غاز يريد تدنيس قدسية الأرض العربية، تلك حكاية سورية العزيزة المستقلة الأبية التي لم تلن لها قناة في مقارعة الغزاة ولا تحني رأسها إلا لله سبحانه وتعالى.‏

سورية قلعة العروبة النابضة بحروف الحضارة المتألقة، وطن الجبهة السمراء التي جبلت ذراعيها بحفنة من تراب الوطن الأشم فإذا الحفنة الوطن كله في أبدع وأروع معانيه يزدان في جيد العروبة قلادة خالدة على مر العصور.‏

أراد العدو الغازي عبر سنوات التاريخ الطويلة أن يلعب بالنار وسولت له نفسه أمراً وظن الطريق للبقاء في هذا الوطن الأشم مفروشة بالورود، واستفاقت عاصمة البطولة دمشق على وقع حوافر خيول الغزاة، وحسمت العاصمة البطلة أمرها منذ اللحظة الأولى ولايزال أهل سورية حتى يومنا هذا يروون بلسان الفخر والكبرياء صفحات مضيئة عن ملاحم العزة والكبرياء التي سطرها الأجداد وهو يقدمون الأرواح رخيصة دفاعاً عن كرامة وطنهم ولم يسمحوا للعدو الغازي أن يمس ضفيرة من ضفائر شعر سورية المضمخ بوهج الشمس ودارت على أرض الكرامة معارك ضرب فيها أهلنا الأشاوس أروع الأمثلة في التضحية والذوذ عن حياض الوطن، ولقنوا الغزاة دروساً حفرت على جباههم حفر الذل والمهانة ولن يمحو الزمن تلك الحفر.‏

كانت هناك جولات وجولات وكان الحق فيها وعلى الدوام صاحب اليد الطولى حتى عادت فيها سورية بكل شموخها وكبريائها تغسل تلك الجدائل بوهج الشمس من جديد وتنشرها على أفياء العروبة ذكرى انتصار عزيز كتبه الأحرار بالدم الزكي.‏

وظل العلم الخافق في سماء سورية يروي للجيل السابق والجيل اللاحق وسيروي لكل جيل حكاية هذا الوطن الحر، وسيظل علم سورية رمز كرامة هذه البلاد التي لن تسمح للغزاة بتدنيس أرضها وستردهم من حيث حضروا يجرون أذيال الهزيمة والهوان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية