إلا ان ذلك لن يثني سورية عن تمسكها بثوابتها الوطنية والقومية، وسيزيدها تصميماً على السير بالعملية الاصلاحية الشاملة وهي ستخرج كما اكدت شخصيات وقوى وطنية لبنانية امس من هذه المؤامرة اكثر قوة ومناعة لأن شعبها ادرك حجم هذه المؤامرة منذ البداية وهو قادر على افشالها والتصدي لها.
وفي هذا الاطار قال الرئيس اللبناني السابق اميل لحود ان سورية ستخرج أقوى وأمتن من المحنة المفتعلة التي تتعرض لها بتحريض وتحريك وتمويل من خارج متآمر على المقاومة باستغلال رخيص ومكشوف لمطالب شعبية عمل الرئيس بشار الأسد منذ توليه الرئاسة على الاستجابة لها وسعى إلى تحقيقها وتحقيق الاكثر ملاءمة لسورية وشعبها وموقفها من الصراع العربي الاسرائيلي.
وأضاف لحود في تصريح له أمس انه يكفي أن ننظر إلى الخطوات الاصلاحية التي باشرها الرئيس الأسد على أعلى المستويات والحوار الوطني الذي اطلقه كي نتلمس جدية المقاربة وتفاعل القيادة السورية ايجابا مع المطالب المحقة كما يكفي ان ننظر إلى تحرك بعض السفراء المعتمدين في سورية من دول القرار تشجيعا للشغب بذرائع شتي وبشكل منسق في بعض مواقع الاعتداء المسلح على القوى الامنية كي نتبين حجم ما يحاك ضد سورية.
بدوره رأي النائب اللبناني علي خريس عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية أن المطلوب اميركيا واوروبيا واسرائيليا من سورية ليس الاصلاحات كما يقولون بل المطلوب منها ان تتخلى عن مبادئها وعناوينها وثوابتها وعن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين وعلاقاتها الاستراتيجية مع ايران.
وقال خريس في كلمة له ان هناك مشروعا كبيرا أميركيا أوروبيا اسرائيليا يهدف للقضاء على القضية الفلسطينية من خلال طرح دويلة فلسطينية منزوعة السلاح وشطب حق العودة وابقاء القدس بعيدة عن هذه التسوية.
من جهته حذر رئيس التجمع الشعبي العكاري في شمال لبنان وجيه البعريني في تصريح له من التدخل في الشأن الداخلي لاي بلد عربي من قبل أي فريق لبناني مشددا على ضرورة احترام العلاقات السورية اللبنانية.
واعتبر مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله أن ما يحصل في سورية هو فعل للارادة الاميركية في المنطقة حيث تختلف النوايا ما بين فريق يريد الاصلاحات الحقيقية وفريق يريد تخريب البلاد مشيرا إلى أن هذا الفريق يشكل جزءا من استهداف المقاومة وخط الممانعة اللبنانية السورية ومحاولات تلقين دروس قاسية لمن يقف في مواجهة المشروع الاميركي الاسرائيلي.
وأوضح عبد الله في كلمة له ان لبنان يعيش في دائرة الخطر والاستهداف في امنه واقتصاده بسبب ما تخطط له اسرائيل لتحقيق اطماعها ومن خلال التوترات السياسية في المنطقة العربية وخاصة ما يحصل في سورية.
الى ذلك أكدت فييرا يمين عضو المكتب السياسي في تيار المردة اللبناني امس أن سورية ستبقى قوية بفضل وحدتها الوطنية وحكمة قيادتها وبسالة جيشها وهي معادلة تجسدت بأبهى صورها في التصدي للمؤامرة والمخطط الامريكي الذي يستهدفها ويسعي للنيل منها واخضاعها للمشروع الامريكي الصهيوني.
وأوضحت يمين خلال مشاركتها في الندوة التي نظمها فرعا نقابتي الاطباء والمهندسين في اللاذقية أن الشعب السوري يمتلك وعيا يؤهله لاحباط أي مشروع جديد يستهدف بلاده مشددة على أن سورية هي التي صنعت نفسها بنفسها وجعلت لها دورا فاعلا في المنطقة حتى أضحت أمس نموذجا يحتذى للمقاومة والممانعة وقدمت للشعوب العربية الكثير ولولاها لفقد العرب هويتهم القومية.
ولفتت يمين إلى الاصلاحات التي تشهدها سورية والتي تلبي طموحات الشعب السوري وتطلعاته نحو مستقبل مشرق تكون فيه سورية أكثر منعة وتقدما وقدرة على الصمود في وجه الغادرين والمتآمرين عليها محذرة من المخططات التي تحوكها الولايات المتحدة الاميركية للمنطقة وتسعى من خلالها إلى نشر الفوضى فيها بأساليب ومراحل جديدة لان الادارة الاميركية تبدل خططها حسب كل مرحلة ولكنها لا تبدل الرؤى والاستراتيجيات التي تضعها بالرغم من الاختلافات التي نراها داخل اداراتها المتعاقبة.
من جهته قال المحامي عمران الزعبي الذي شارك في الندوة ايضا ان سورية تدفع فاتورة الشرق الاوسط الجديد التي أحبطتها في المنطقة وثمن دعمها للمقاومات العربية مؤكدا أن سورية متجهة إلى مناخ سياسي بعد اللقاء التشاوري الناجح وهي ذاهبة إلى مؤتمر حوار وطني يرتكز على الثوابت الوطنية وعدم التعامل مع الخارج داعيا إلى مزيد من تعزيز اللحمة الوطنية والتواصل بين الناس وعدم الخوف لان سورية قوية وهي باقية بالرغم من كل ما تتعرض له من مكائد.
حضر الندوة عبد القادر محمد الشيخ محافظ اللاذقية وقيادة فرع الحزب باللاذقية.
من جهته أدان اتحاد الصيادلة العرب الزيارة التي قام بها سفيرا الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا إلى محافظة حماة واعتبرها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية وتحريضا على العنف والقتل بين أبناء الشعب الواحد وظاهرة جديدة من ظواهر العجرفة وخرقا للقانون والاعراف الدولية.
وقال الاتحاد في بيان له: ان هذه الزيارة تأتي في اطار المؤامرات التي تجتاح وطننا العربي خدمة للصهيونية العالمية وأهدافها وأطماعها التوسعية مؤكدا ثقته في فطنة القيادة السورية والشعب السوري الابي في تفويت الفرصة على المتآمرين وافشال جميع هذه المحاولات البائسة.
ودعا البيان المعارضة السورية الوطنية إلى التنبه للمؤامرات الخطيرة التي تحاك ضد سورية مؤكدا أن أمريكا وحلف الناتو لن يكونوا احرص على الشعب السوري من قيادته.
وأشار إلى انه ما دامت سورية تسير في طريق الاصلاحات والمقاومة لن يتوقف الاعداء والمتآمرون عن حقدهم وغضبهم وسيظلون يسعون إلى تنفيذ مؤامراتهم بكل الوسائل الممكنة.