تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النحات نادر بشارة: البحث عن الجمال عبر تكوينات الألم

ملحق الثقافي
28/3/2006
جورج نسيم حداد

> متى بدأت بالاهتمام بفن النحت؟ >> لقد بدأت بالاهتمام بفن النحت من خلال تأثري بالمعالم الحضارية وبمراحل تطور هذه الحضارة في بلادنا وأيضاً عندما بدأت بالتعامل مع المواد الخام المتنوعة كالخشب والحجر والبرونز.

ومما زاد اهتمامي بفن النحت هو تميز هذا الفن عن باقي الفنون التشكيلية في كونه فن ثلاثي الأبعاد. > لماذا خترت مادة الخشب للتعامل معها دون الأخرى؟ >> إن مادة الخشب مادة قديمة ومن المواد التي كانت تعتمد عليها بعض الحضارات وإن اهتمامي بهذه المادة هو أن الخشب يمتاز عن باقي المواد الأخرى بأنه مادة حية فعندما أتعامل معها أشعر وكأنني أتعامل مع كائن حي ذي مشاعر وروح بالإضافة إلى كونها تمتاز بالمرونة. وتطفي على العمل النحتي جمالية خاصة مميزة عن باقي المواد الأخرى. أما مادة الحجر هي مادة جامدة تفتقد إلى الروح من جهة ونتجنب في هذه المادة الدخول في الفراغات بشكل كبير لنتجنب الكسر من جهة أخرى. > المرأة هي القاسم المشترك بين أغلب أعمالك في معرضك لماذا؟ >> لأن المرأة عنصر أساسي من عناصر المجتمع وهي من أهم مقومات الحضارة الانسانية عبر التاريخ فتطور المجتمعات مرتبط بوعي وتطور وحرية المرأة إضافة إلى أنها كانت ترمز في بعض الحضارات إلى الآلهة مثل عشتار فالمرأة تأخذ معاني كثيرة فهي تمثل الجمال والخصوبة والوطن والطبيعة والحرية والأمومة وهي سر انبعاث الحياة وهي اللغة الأساسية لجميع الثقافات. > هل أتيحت لك الفرصة أو شاركت في معارض خارج سورية؟ >> للأسف لم تتاح لي الفرصة للمشاركة في معارض خارج سورية وأتمنى في المستقبل القريب أن أشارك في هذه المعارض فهي بالنسبة لي حلم كبير وخطوة أولى في إثبات الذات عالمياً وهي نقل لحضارة بلادي إلى الخارج وهذا يشرفني . وهي فرصة لإطلاع على تجارب الآخرين. > كيف تتشكل الفكرة الفنية وكيف تأخذ المنحوتة الشكل النهائي؟ >> الفنان يعتمد في أشكاله الفنية على العالم الآخر الخاص به من مشاعر وأحاسيس بعيدة عن الواقع الذي نعيشه ثم يأخذ بالربط بين العالم الآخر والعالم الواقعي مستعيناً بتراث حضارته وثقافته الفكرية ويربط بينها بالعناصر الواقعية المرتبطة بواقعنا من رموز إنسانية وحيوانية وطبيعية وحضارية فيظهر العمل الفني على شكل وميض «وحي» ثم يبدأ الفنان في تجسيده أعماله الفنية معتمداً على المواد الخام المتوفرة مع مراعاة احترام المادة المستخدمة حتى الوصول إلى الشكل المكتمل والمتكامل فنياً وفكرياً. > الموهبة والدراسة الأكاديمية كيف تتفاعلان في داخلية الفنان وعمله؟ >> الموهبة هي الأساس لكل فنان فالفنان دون موهبة لايبدع. أما الأكاديمية فهي تفيد الفنان من الناحية التقنية والتشريحية فهذان العنصران متكاملان وكل منهما يكمل الآخر فهما يتفاعلان داخل الفنان ليظهر العمل الفني بشكل منسجم ومتكامل فنياً وتقنياً. > رحلة الفنان نادر بشارة مع الألم كيف انعكست في منحوتاته؟ >> إن مشاعر الألم هي مشاعر ملازمة للإنسان منذ بداية تشكل الانسانية على الأرض وعبر التاريخ وإلى يومنا هذا وفي المستقبل ولكنها تختلف باختلاف موضوعاتها فهي سامية أثناء الولادة فبعد الألم تأتي الحياة. أما أنا كفنان أتحسس مشاعر الألم في المجتمع بالاضافة إلى ألمي الخاص وأعكسها في أعمالي الفنية فالفنان هو مرآة للواقع. وإن الألم هو أهم حافز لإبداع أعمال فنية متميزة والتأكيد عليها من خلال إضافة اللمسات الخاصة بالفنان. > ماهي العوامل التي تدفع الفنان نادر بشارة لإنجاز منحوتة ما؟ >> إن العوامل كثيرة ولكن أهمها هو العامل النفسي إذ تجيش نفس الفنان بالمشاعر الخلاقة والمتميزة. > طموحات الفنان نادر بشارة؟ >> إن طموحاتي لاتقف عند حدود زمانية وجغرافية معينة فالفنان هو إنسان مميز ومتميز عن البشر في كونه يستطيع تحويل الخيال إلى واقع ويمتاز بأحاسيسه المرهفة. ففي عهد الحضارة الإغريقية كان الناس يعتقدون بأن الفنان يستوحي خياله وأعماله الفنية من الآلهة ويقوم في تجسيدها على الواقع فنتيجة لذلك كان يعتبرونه إنساناً مقرباً من الآلهة. وللأسف الشديد مازال الفن بما فيه فن النحت وباقي الفنون التشكيلية يعاني في مجتمعاتنا من عدم فهمه بالشكل الصحيح والمنطقي. > ما نوع المواد التي استخدمتها؟ >> تقسم أعمالي من الناحية التقنية إلى لوحات جدارية «الرولييف» وعددها أربعة عشر قطعة. وتكاوين نحتية أو نحت فراغي وعددها ستة وعشرين قطعة. والمواد التي استخدمتها هي الخشب والبوليستر وأنواع الخشب المستخدمة هي الزان والمشمش والسنديان والكينا ويغلب عليها خشب الزيتون‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية