يـــــأس الأرض
ملحق الثقافي 28/3/2006 جـــــوزف حـــــرب أَلأَرْضُ يَائِسةٌ مِنَ الإِنْسَانْ ؛ مَلأى مَرَارَاتٍ؛ هِلالَاهَا الَّلذانِ تَعِيْشُ بَيْنَهُمَا :انْكِسَارُ الرُّوْحِ ، وَالأَحْزَانْ .
لَكَأَنَّهَا لَمْ يَكْفِهَا الإِعْصَارُ، وَالزَّلْزَالُ ، وَالبُرْكَانْ ، وَالجَدْبُ ، وَالطُّوْفَانْ . لَكَأَنَّهَا. وَجْهٌ مِنَ المَاءِ البَعيْدِ الغَيْمِ تَصْنَعُهُ يَدٌ نُحِتَتْ مِنَ الصَّوَّانْ . أَلْأَرْضُ يَائِسَةٌ مِنَ الإِنْسَانْ، يَجْرِيْ بِهَا ، لَكَأَنَّهَا عَرَبَاتُ حُوْذِيٍّ مُحَمَّلَةٌ دَماً ، قَتْلَى ، سُجُوْناً . أَعْشَبَتْ فِيْهَا القُبُوْرُ.وَأَثْقَلَتْ عَجَلاتِهَا الحَرْبُ ، المَجَاعَاتُ ، المَقَاصِلُ . مُنْذُ بَدْءِ الخَلْقِ حَتَّى الآنَ وَالأَرضُ الَّتي أَعْطَتْ سَنَابِلَهَا ، وَوَرْدَتَهَا ، وَكُلَّ حَمَامِهَا، وَبَهَائِهَا الشَّجَرِيِّ وَالبَحْرِيِّ لِلإِنْسَانِ، لَمَّا يُعْطِهَا إِلَّا سِيَاطاً مِنْ رَصَاصٍ أَدْمَتِ الْخَيْلَ الَّتي تَجْرِيْ بِهَا في الأُفْقِ حَوْلَ الشَّمْسِ . يَا لَلأرْضِ كَمْ هُوَ مُؤُلِمٌ دَوَرَانُهَا الأَبَدِيُّ بِالإِنْسَانْ . وَلَكَمْ تَمَنَّتْ أَنْ يُغَادِرَهَا لِنَجْمٍ آخَرٍ، يَحْيَا بِهِ لِنِهَايَةِ الأَزْمَانْ ، وَلِوَحْدِهَا فَلْتُكْمِلِ الدَّوَرَانْ. نقطتان جوزف حرب هُنَاكَ في الإِنْسَانْ، هُنَاكَ نُقْطَتَانْ بَعِيْدتَانْ، بَيْنَهُمَا مَسَافَةٌ طَوِيْلَهْ ، مَسَافَةُ الشَّبَابِ، وَالرُّجُوْلَهْ ، مَسَافَةُ الكُهُوْلَهْ ، مَسَافَةٌ تُثِيْرُ فيَّ الغَثَيَانْ. هُنَاكَ
نُقْطَتَانْ
، بَعِيْدَتَانْ، لَيْتَهُمَا قَرِيْبَتَانْ ، أَلنُّقْطَةُ البَيْضَاءُ في الطُّفُوْلَهْ ، وَالنُّقْطَةُ المَمْحُوَّة السَّوَادِ في شَيْخُوْخَةِ النِّسْيَانْ . المُمحاة والرماد مَا هَذِي السِّيْرَةُ يَا جَسَدَيْ؟ مَا إِنْ تُوْلَدُ، تَكْبَرُ، تَكْمَلْ حَتَّى تَتَرَهَّلْ تُمْسِيْ الأَضْعَفَ،أَنْتَ الأَقْوَى. تَغْدُوْ الأَقْبَحَ، أَنْتَ الأَجْمَلْ. مَا إنْ تَجْعَلُنِيْ أتَمَسَّكُ بالدُّنْيَا ، حَتَّى تَرْحَلْ. مَا هذيْ السِّيرةُ يا جسديْ ؟ عُمرٌ قلمٌ، ما بَيْنَ مَحَابِرَ مِنْ جَمْرٍ، وَدُمُوْعٍ سُوْدٍ يَتَنَقَّلْ. وبِآخرِ سَطْرٍ نَتَوَدَّعُ. حِبْريْ تَتَسَلَّمُهُ المِمْحَاةُ ، وأَنْتَ رَمَاداً تَتَحَوَّلْ.
|