|
|
المسرحي محمود القيم: النقد هو القطب الأهم في عملية دفع الحركة الإبداعية إلى الأمام ملحق الثقافي
بعشقه للمسرح استطاع أن يحول استراحته المرضية إلى فسحة أخرى للعطاء. اعتذر لأنه لن يستطيع موافاتنا فوافيناه شاكرين استقباله لنا في منزله الذي وجدناه يعج بالأصدقاء الأوفياء وهناك كان الحوار معه: النقد هو القطب الأهم في عملية دفع الحركة الإبداعية إلى الأمام . برأيك بأية مرحلة تمر ّالحركة النقدية المسرحية في محافظة اللاذقية ؟ في اللاذقية لا توجد حركة نقدية جادة. لدينا فقط متهجمون على المسرح، وليس نقاداً، فالعمل المسرحي في اللاذقية يهاجم ويرجم قبل أن يولد، و قبل أن يشاهد، وربما يعود ذلك إلى قلة الأعمال المسرحية التي تدفع البعض ليكون على هذه الصورة، بينما من المفترض أن يكون رجل المسرح محباً لهذه المهنة النبيلة. على الرغم من وجود عدد لابأس به من المسرحيين في المحافظة إلا أن العروض التي تقدم كل عام «مسرحية أو مسرحيتين» بقيت قليلة . هل هي أزمة نص برأيك ؟ لا توجد حركة نقدية جادة لدينا فقط متهجمون على المسرح ـ في الواقع هناك مئات من النصوص المسرحية المحلية، والعربية، والعالمية التي يمكن أن تكون مادة لأعمالنا المسرحية، ولدينا مخرجون، وفنانون مسرحيون أثبتوا جدارتهم عبر مسيرتهم في المسرح، وأيضاً لا تنقصنا الكوادر الفنية التي تؤدي عملها بتقنية عالية، إضافة إلى وجود صالات تتيح لنا فرصة عرض مسرحياتنا، وبرأيي أن المشكلة فقط تكمن في الناحية المادية (المالية) التي تلعب دوراً كبيراً في قلة الأعمال المسرحية أو كثرتها . أثيرت ضجة إعلامية حول مسرحيتك الجديدة «جنون البشر» التي كان من المفترض أن تعرض منذ شهور . ما هي حقيقة قصة هذه المسرحية، ولماذا تأخر عرضها ؟ ابتليت بمرض عضال فتهافت العديد من الفنانين الأصدقاء إلى منزلي للتعبير عن حبهم، ورغبتهم بأن يتجسد تاريخي الفني الطويل بإخراج عمل مسرحي يضم مجموعة من خيرة ممثلي المسرح، وكان العمل بداية نص للكاتب الناقد «جوان جان» بعنوان «حكاية المولود الجديد» وبعد قراءات عدة اكتشفت أن هذا النص لا يلبي طموحي المسرحي ومع ذلك اجتمعت مع الفرقة الذين أكدوا بلا استثناء عدم حبهم للنص المطروح، واقترح البعض على الدكتور «محمد إسماعيل بصل» أن يقوم بإعداده فردّ أن الإعداد غير ممكن بالشكل الكافي، غير أنني وبحكم الصداقة القوية التي تربطني بالدكتور «محمد إسماعيل بصل» طالبته أن يؤلف لنا نصاً جديداً فقد سبق أن كتب لي مسرحيتين أخرجتهما ضمن مهرجان المسرح الجامعي في «حلب ودير الزور» وقد حازتا على عدد من الجوائز، فوافق الدكتور مشكوراً، وبدأنا البروفات على النص الجديد غير أن الكاتب «جوان جان» ظلّ يقول: إن نصه مسروق، وأنه من غير الممكن لنصه أن يرفض، وعلى أثر ذلك شكلت لجنة من قبل وزارة الثقافة لتبيان مدى صحة كلامه، وحين قرأت اللجنة النص «جنون البشر» أقرت أنه لا يوجد سرقة، =وأن هناك فارقاً كبيراً، وخلافاً كلياً بين نصه ونص الدكتور «محمد بصل» وحينها طلع الكاتب «جوان جان» علينا بقصة أخرى تقول: بأن نصنا يسيء للعلاقات بين سورية وإحدى الدول العربية الشقيقة مستعيناً لذلك بجريدة «السياسة الكويتية» وبجار الله المعروف بعدائه لسورية والأمة العربية، وبعد نشر هذا الخبر الحاقد والسيئ في آن معاً، جاءنا توجيه من وزارة الثقافة بالتريث في عرض العمل بعد أن كنا جاهزين تماماً، وشكلت الوزارة لجنة للتحقق من هذه التلفيقات، وبعد الانتهاء من مشاهدة بروفة قررت اللجنة أن العمل المسرحي «جنون البشر» مناسباً فكرياً، ومنسجمٌ فنياً، ولامانع من تقديمه جماهيرياً، وسنبدأ عرضه قريباً جداً، وهو من بطولة الفنانين: عدنان السيد، وديع ضاهر، حسن اسرب، سهيل حداد، عبد الله شيخ خميس، هاني محمد، أيمن الضرف، طلال طه، ندى القيم، صفاء محمود، نمير حمودة، عدي عوزران، غدير غانم، خليل غصن . العمل من إشراف: مدير المسرح القومي الأستاذ «لؤي شانا»، الإضاءة: عماد خدام، الموسيقا التصويرية: أحمد قشقارة، مساعد المخرج: غادة اسماعيل . والعمل يتحدث عن الحقيقة، والبحث عنها بقالب كوميدي.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
