آراء سياسية أميركية تقول إن واشنطن تسعى لتعويم داعش وجعله واقعاً مفروضاً ودولة مارقة من أجل تعميم الفوضى وربما تطالب لها لاحقاً بمقعد أممي أسوة بكثير من الدول التي بنيت على الجماجم والدماء.
واشنطن وراء ظهور داعش هكذا ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية حيث أكدت أن الرئيس باراك أوباما يواجه اتهامات متزايدة بالمسؤولية عن صعود تنظيم «داعش» وسيطرته على مساحات شاسعة في كل من العراق وسورية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن المرشح التمهيدي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة عن الحزب الجمهوري جيب بوش انتقد سياسات أوباما في العراق وقال إنها السبب وراء صعود داعش، وذلك لأن أوباما قرر الانسحاب العسكري المبكر من العراق في 2011، الأمر الذي أدى إلى نتائج كارثية على حد قوله.
وفي المقابل ردت المرشحة التمهيدية عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بإلقائها اللائمة على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن شقيق «جيب بوش»، وذلك لأنه أجرى مفاوضات للانسحاب من العراق أثناء فترة رئاسته الثانية.
وأشارت «واشنطن تايمز» إلى أن إدارة بوش قررت غزو العراق في 2003 استنادا لمعلومات استخبارية خاطئة تتعلق بامتلاكه أسلحة دمار شامل، الأمر الذي تسبب في انزلاق البلاد إلى مستنقع من الانفلات السياسي والأمني، وأدى بالتالي إلى سقوط مدن وبلدات ومحافظات عراقية بأيدي التنظيم الإرهابي.
وكانت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية نشرت مقالا للكاتبة روزا بروكس قالت فيه إن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» لم يسفر عن كثير، وإن التنظيم لا يزال محتفظاً بقوته ولم يضعف، بل إنه يصل إلى أنحاء العالم ويزيد من فرص تجنيده للمقاتلين.
وتحدثت بروكس أستاذة القانون في جامعة جورج تاون عن مفاجأة مفادها أن الغرب قد يصل إلى مرحلة يتفاوض فيها مع التنظيم تماماً كما تدعم الولايات المتحدة ضمنيا التفاوض مع حركة طالبان في أفغانستان، مشيرة إلى أن تنظيم داعش قد ينال أيضا يوما مقعده في الأمم المتحدة ويصبح حليفا للولايات المتحدة نفسها بالنظر إلى أن مذابح ومجازر اقترفتها دول عبر التاريخ، ولكنها اليوم أصبحت عضوا فاعلاً في الاتحاد الأوروبي أو في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وتابعت الكاتبة أن بإمعان النظر بتاريخ الغرب، فإنه يمكن القول إن تنظيم داعش في طريقه لنيل الشرعية الدولية، فالتاريخ يؤكد أن ارتكاب الفظائع الجماعية لا يشكل عائقا أمام النجاح في المستقبل.
واستطردت بريطانيا شيدت إمبراطوريتها معتمدة على تجارة الرقيق، وألمانيا ارتكبت أكبر إبادة في التاريخ وحكومة فرنسا الثورية قطعت علنا رؤوس حوالي 40 ألفا إثر الثورة باسم الحرية والمساواة والأخوّة، و قتلت أكثر من 150 ألفا في بدايات 1790 حتى إن الخيول كانت تدوس الأطفال بأقدامها، وها هي فرنسا اليوم حليفة للولايات المتحدة» وتساءلت بروكس «من يقول إن تنظيم داعش لن يكون حليفا للولايات المتحدة مستقبلا؟.