تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اليوم غير الأمس

نافذة على حدث
الحميس 21-7-2011
حسن حسن

لايجوز عقد مقارنة بين الباحثين عن الفوضى والعاملين من أجل الاستقرار، ففي ذلك ظلم وغبن وإجحاف، ولايستوي الذين يدمرون مع الذين يبنون اليوم غير الأمس ،

والعالم الذي قادته الادارة الاميركية الجامحة والجانحة إلى الدمار والحروب، بات يتغير اليوم، وبدأت القوى التي تخلفت في زمن العواصف الاميركية بالعودة إلى المسرح الدولي لتستعيد دورها ، وتعلن رفضها لمنطق القوة و الهيمنة والقطبية الأحادية واعتماد منطق الحوار والمصالح المتبادلة.‏

اليوم غير الأمس ، إذاً تراجع المشروع الاميركي مرحلياً وانحسر ، وذلك بفضل وعي أهل المنطقة أو بعضهم على الأقل ، وبفضل نهوض قوى عظمى على الساحة الدولية كروسيا والصين وسواهما ، وعودتها لتلعب دورها في المعترك الدولي.‏

صحيح أن لروسيا مصالح كثيرة إن كان في المنطقة أم في العالم ، وهي أيضاً واحدة من خمس دول تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وهذا كله يلقي على عاتقها مسؤولية جسيمة في حماية الأمن والسلم الدوليين والوقوف في وجه تجار الحروب وورثة الاستعمار القديم ، الا أننا نسجل لروسيا موقفها الداعم لنا والمؤيد لحقوقنا وقضايانا العادلة ، فهذه الدولة العظمى تثبت يوماً بعد يوم أنها فعلاً الوريث الشرعي والحقيقي للاتحاد السوفيتي الذين كان المدافع العنيد عن قضايا الشعوب ، وخاصة المناضلة منها من أجل الحرية والكرامة في وجه قوى الشر والاستكبار، صاحبة المشاريع الاستعمارية . أن يتعاطف الآخرون مع قضايانا، ويؤيدوا مواقفنا، ويدافعوا عن حقنا المشروع ، أمر يستحق التقدير والاحترام، ،هو في الوقت نفسه شهادة دولية لعدالة هذه القضايا وحكمة هذه المواقف ووضوح ذلك الحق.‏

ولعل ماتابعه العالم في سورية من مسيرات دعم وتأييد لعملية الاصلاح بقيادة الرئيس بشار الاسد، ورفض لمشاريع التدخل الخارجي خير دليل على أن اليوم غير الأمس ، وأن بعض الدول الكبرى باتت اليوم أكثر اقتناعاً بضرورة انتهاج سياسات تخدم المصالح الوطنية لها وتحقق تطلعات وطموحات شعوبها من جهة، وأن هذه الدول تريد أن توظف وزنها ودورها المؤثر من أجل السلام والاستقرار في العالم وليس لإرضاء هذه الدولة أو تلك ولعب دور شاهد الزور على مغامرات المغامرين التي حولت العالم إلى كرة من نار وبارود.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية