أما لجنة التحكيم فهي من أقطاب الموسيقيين السوريين: «وسيم القطب» و«سماء سليمان»، «أثيل حمدان» وغيرهم وينضم إلى لجنة التحكيم عازفون ذوو شهرة عالمية من بولونيا واليابان وبريطانيا وروسيا... الخ.
هذا التكريم لإنسان أعطى للموسيقا العالمية حقها في بلدنا العزيز، قدر من قبل وزارة الثقافة، والمثقفين، وإدارة المعهد الموسيقي، ورئاسته وثمة تقدير من هيئات وشخصيات سورية شاركت في تقديم الهدايا، معنوية ومادية للمتفوقين، ومن الدوائر المختصة والمعنية، وأخص عائلة صلحي الوادي فكانت هديتها آلة «بيانو» استحقته فتاة في بدء العقد الثاني من عمرها، هذا التقليد الجديد، يعيدنا إلى نيف ونصف قرن، وجهود صلحي الوادي المبذولة.. وهو شهيد الموسيقا والواجب المقدس، ولعلني أفرز لها مقالاً محاولة إيفاء الرجل العظيم بعض حقه.
ولعل من قدم الجوائزوكرم على المنصة بالشكر فقط... لا يريد أن أذكرالهدايا المقدمة... «عطار» و«عظمة» وغيرهما و«المجلس الثقافي البريطاني».
لعلني الآن أبرز «المفارقات»التي أذهلتني وأنا في طريقي إلى دار الأوبرا للاستمتاع بما يقدم براعم الموسيقا. هذه المفارقات التي أحدثت بعض الكآبة في القلب والفكروبعض الاستغراب.
احترامي وتقديري لذكرى الموسيقي الكبير، دفعني للتوجه إلى دار الأوبرا..
وها أنا في نهاية جسر الثورة، وإذا بعناصر الأمن توقفنا، وبكل تهذيب واحترام، يوجه أفرادها سائق السيارة، نحو الطريق الأسهل للوصول إلى دار الثقافة...(فالطريق الرئيس مملوء بمسيرة بالسيارات.
تمر السيارات الصغيرة يقودهاسائق شاب، وفي المقعد الخلفي، فتاتان بعمر الزهور (يتكرر المشهد سيارة تلحق بأختها...) تحمل كل منهما العلم السوري، يطل من النافذة، أقول من النافذتين الخلفيتين يميناً ويساراً، واليد والرأس، وحتى القسم العلوي من الجسم، يلوحن بالعلم، ككل الأعلام المكرمة -هو راية الوطن ورمزه، يرفع بإباء وشمم فوق مباني أعلى سلطات في البلد السلطات الرسمية، القصر الرئاسي، يرفعه رئيس البلاد، وأيضاً يعلو الدوائر القليلة التي لها صفة رسمية أقول صفة العلم قدسية.
تذكرت وما أجمل الذكرى- يافعات كنا وشابات في المدرسة في وسط الباحة، وفي أهم مكان صدر الليوان، العلم يلتف حول عصا جميلة تليق به. وكانت الإدارة مرة في الأسبوع، وفي الأعياد الرسمية، قبل ولوج قاعات الدرس، تقف بجانبه وترفعه عالياً... وما أن يرفرف بجماله المعهود، وبمعناه الكبير حتى ننشد جميعاً، بصوت موحد، أقول بأصوات تسبح الخالق: «حماة الديار عليكم سلام... أبت أن تذل النفوس الكرام» بانتهاء الإنشاد يلج الطلاب والأساتذة قاعات الدرس فرحين والعلم يبقى مرفوعاً...
كل منا أدى واجبه الوطني، وكأنه صلاة توحد الجميع.
منذ وعيت الدنيا والسيد رئيس الجمهورية الأسبق شكري القوتلي والرئيس القائد الخالد حافظ الأسد والرئيس بشار أطال الله عمره لم يرفع واحد منهم العلم مرة، إلا باحترام كبير وبانحناء له.
كان العلم قديماً إشارة عسكرية ومنذ القرن التاسع عشر أصبح شعار أمة يؤدى له الشرف. وحين يؤدي الشاب الخدمة العسكرية يكون في «خدمة العلم» أو «تحت خدمة العلم»... وهذا شرف كبير له.
تذكرت والذكرى تنفع ولكن ترددت قليلاً واستعنت (لا بصديق كما جورج قرداحي ) بل «بقريب، بأخ» إلى ماذا ترمز الألوان الأربعة التي تزين علمنا ؟ وهذا قول لشاعر أديب سوري موهوب: لكل لون معنى.
بيضٌ صنائعنا
سودٌ وقائعنا
خضرٌمرابعنا
حمرٌ مواضينا
إرفع عيونك لتري علمك يرفرف فوق رأسك اعتزازاً واحتراماً... وأيضاً فوق المباني الرسمية علمك ! أحببته ! اصنع مصغراًله وارفعه فوق بيتك، هذا من حقك....
محبتك لوطنك بعملك وإنتاجك... بدراستك بعلمك
بتفكيرك تخدم وطنك الحبيب وتجعله مع أقرانك في مقدمة البلاد الحضارية والأصيلة.