من جهة ومن جهة ثانية ممارستها للضغوط المختلفة على كوريا الديمقراطية لدفعها للتخلي عن برنامجها النووي واستخدامها للاتهامات المختلفة لبيونغ يانغ والتي تأتي كانعكاسات وتداعيات لهذا الملف..
ورداً على هذه الاستفزازات والضغوط قامت بيونغ يانغ مؤخراً برفض تلقي مساعدات غذائية أمريكية في خطوة وصفت برغبة كوريا الديمقراطية بإزالة كل مامن شأنه التأثير على موقفها وحقوقها في المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي وخاصة مع تزايد الضغوط الأمريكية عليها لدفعها لتقديم تنازلات في هذا الملف تحت مسميات وحوافز مختلفة..وبالتزامن مع تزايد الضغوط الغربية ودفاعاً عن أمنها القومي أعلنت بيونغ يانغ رغبتها في تجربة صاروخ يحمل قمراً صناعياً للاتصالات في شهر نيسان القادم وهو الأمر الذي أثار حفيظة واشنطن ووضع الإدارة الأمريكية الجديدة على محك الاختبار الفعلي الأول مع بيونغ يانغ وسط تشكيك المراقبين في قدرة واشنطن على إصدار أمر بإسقاط الصاروخ بل وعدم فاعلية نظام الدفاع الأميركي المضاد للصواريخ باعتراض هذا النوع من الصواريخ.
وفي خطوة لتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية بفعل رفض بعض الأطراف تسوية القضايا الخلافية بالحوار قام كيم يونغ ايل رئيس وزراء كوريا الديمقراطية مؤخراً بزيارة إلى الصين استغرقت خمسة أيام التقى خلالها كبار المسؤولين الصينيين وهو ماقد يعد مقدمة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وضماناً للسلام في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرق آسيا، نظراً للثقل الإقليمي لبكين في هذه المنطقة ودورها في تقريب وجهات النظر حول ملف بيونغ يانغ واستضافتها لمعظم جلسات المفاوضات السداسية ولإدراكها طبيعة وخلفية التدخلات الأمريكية في هذه المنطقة والتي تحاول تسييس مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ وهو الأمر الذي حذرت منه كوريا الديمقراطية باعتباره أمراً يخرج عن مقومات الحوار والتفاوض، ورأت فيه سعياً لتخريب المحادثات السداسية تحت حجج لاعلاقة بها بالملف النووي ومنها إطلاق القمر الاصطناعي، حيث رأت أن فرض عقوبات عليها ماهو إلا سعي لتخريب الاتفاقات التي أبرمت بين الدول الست المشاركة في المفاوضات حول ملفها النووي عام 2٠0٥ كما أن فرض عقوبات جديدة يعد انتهاكاً للإعلام المشترك الصادر عن هذه الدول ويقوض أسس مواصلة الاتفاقات السداسية.
وبالمحصلة فإن الهدف من تأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية ومحاولة توسيع شقة الخلاف بين الكوريتين ماهي إلا محاولة جديدة للدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لدفع بيونغ يانغ لتقديم تنازلات في ملفها النووي عبر اتهامها بشتى التهم بهدف الضغط عليها وابتزازها وخاصة بعد التأكد أن الطرف الأمريكي هو الذي لم يلتزم بما تم التوصل إليه في المحادثات السداسية التي توصلت في آخر جلساتها إلى موافقة بيونغ يانغ على تفكيك مفاعلها النووي في يانغبيون مقابل تطمينات سياسية وحوافز متنوعة ثبت أن الأطراف الأخرى غير ملتزمة بما أقرته أثناء المفاوضات!