يؤكد جاك سيلفان كلين الأمين العام لمجموعة التظاهرات الفنية أن الفن الانطباعي الذي يعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ولد في مقاطعة نورمانديا، فها هي لوحة مونيه الانطباعية (الشمس المشرقة) التي رسمها عام 1872 في هافر قد أثارت حسّ الناقدين الواسع.
والرسامون الذين يعرضون أعمالهم القديمة تراهم يرسمون في أرجوتييه غابة فونتيبلو وفي بريطانيا، تلك الأرض التي طالما أحبها الفنانون وتحدثوا عنها، ففي عام 1865 رسم مونيه للمرة الأولى ساق سنديانة باللون الأزرق إلى جانبها صف من السرخسيات باللون البرتقالي معطياً بذلك إحساساً بالقلق والتحفظ، مدخلاً بهذا ثورة الألوان للمرة الأولى، والتي إن دلت فإنها تدل على شكل جديد من الرسم فتح الباب أمام فن الرسم التوحشي، وأمام جزء واسع من الرسم المعاصر الذي أخذت ألوانه تغزو التلقائية والاستقلالية.
هذا يعني أن نورمانديا كانت بالفعل- منذ أيام الرسامين الذين اعتمدوا الألوان المائية في الجزء الأول من القرن- أرضاً عشقها الرسامون حيث كانوا يمارسون أعمالهم في الهواء الطلق.
ومهما يكن من أمر، فإن هذه اللقاءات ستشكل مناسبة جيدة لازدهار المعارض حيث يشارك الكثيرون فيها.
فهذا السعي الدؤوب للتنوع في فن عصر النهضة لايمكن الاستغناء عنه في معارض متحف الفنون الجميلة لمنطقة رويين حيث تعرض أعمال غوغان، بيسارو ومونيه، أولاً لأن أكثر من عشرات لوحات مجموعة كاتدرائيات رويين أظهرت عصر التنوير في عامي 1892 و1893 وأيضاً لأن مجموعة جسور رويين للفنان بيسارو شكلت جزءاً من أهم أعماله، باستخدامه طبقات لونية كثيفة يتدفق منها الناس، ويمكننا التوقف أمام رسومات بعض الرسامين المغمورين مثل جوزيف ديلاتر، شارل أنغران وألبير ليبورغ الذين يستحقون فعلاً الوقوف بتمعن أمام لوحاتهم وليس مجرد نظرة عابرة، ويمكن الإشارة في هذه التظاهرة الفنية إلى مهرجان شاطئ ألباتر في دييب، وهناك أيضاً أعمال الفن المعاصر مثل رسومات فرانسوا ميلليه.