تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طعم الليمون .. رسالة تصل في وقتها

ثقافة
الجمعة 22-7-2011
آنا عزيز الخضر

(طعم الليمون) فيلم تلفزيوني للمخرج نضال سيجري من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والسينمائي وهوالتجربة الإخراجية الأولى للفنان نضال، فيلم حاز على خصوصية فنية ودرامية إخراجا وتمثيلا وفكرة ..

أجواء عمل معجونة بالحب والتفاهم كما أكدت مجموعة العمل وقد حصد الفيلم نتيجة رائعة ليس لان الفكرة المطروحة هي بطلة العمل وليس لتوفر عناصر فنية متميزة بدا من الممثلين ومنهم أمل عرفة، حسن عويتي، جمال العلي، جواد شكرجي، عبد الرحمن أبوالقاسم، نادرة عمران، محمد حداقي، إيمان الجابر والسيناريو ل رافي وهبي عن فكرة لحاتم علي وتعاون فني للمخرج الليث حجو...‏

اذاالفيلم حصيلة لمجموعة من المعطيات الناضجة والمتألقة في كل الاتجاهات فالفيلم يدور في رصد حكايا لاجئين عرب من بلدان عدة فلسطين والعراق وحتى من الجولان، تتدافع حكاياتهم ومأساتهم وتختلط العامة منها بالخاصة ليظهر الظلم والمعاناة والمطالب الكثيرة وذلك عندما يبدؤون بالتحضير لمجيء انجيلا جولي وصديقها برادبيت في زيارة للاجئين العراقيين ف انجيلينا جولي تلك التي أدركنا معنى تصنيع نجوميتها ونجومية أبناء جلدتها تلك النجوميات الأميركية الطاغية والمصنعة والموضوعة تحت الطلب لاستثمارها لأهداف لمسناها على الأرض ...‏‏

تتشابك تلك التفاصيل الإنسانية وتتبلور عبر مسحة حزن مؤثرة وعميقة حيث يبدأ كل من هؤلاء اللاجئين الحديث عن نفسه وأحلامه ومطالبه وقد اخذوا جميعا بتلك المناسبة التي شكلت مساحة للبوح والوجع وشكلت لقاء للانكسارات والأماني لأنه وبرغم من كل ما حصل من مآسٍ وتشرد لا بد من الإيمان بالمستقبل وتكون العودة دوما نصب أعين اللاجئين لان تلك الأحاديث تركز على مفتاح فلسطين والعودة وأثناء هذا اللقاء المتشابك يزهر الحب ما بين طفل جولاني وطفلة فلسطينية جمعهما طعم الليمون الذي ربط بين مشاعرهما حقيقة وذكرى ستبقى دوما في ثنايا الروح ولهذا أبعاده العميقة في الواقع كما الوجدان وبمقابل كل هذا السيل من الآلام العربية يستعدون لزيارة انجيلينا جولي والتي لم تكن إلا ضجة إعلامية فاقعة فقط تستثمر للمتاجرة خصوصا عند التركيز على تلك المفارقات ما بين الواقع الدرامي والواقع الحقيقي ف أنجلينا جولي وزيارتها الحقيقية تلك سبقت عرض فيلمنا طعم الليمون والذي أنتج قبل زيارتها بأشهر مما يؤكد على ذكاء الفنان السوري حيث اطلعنا الواقع على زيف تلك السفارات وقد طرحها الفيلم فكشف صانعوه زيف النفاق العالمي الذي يمارس بحقنا كعرب أما أبطال الفيلم اللاجئون صدقوا بان أنجلينا جولي باعتبارها سفيرة للنوايا الحسنة ستقدم الخدمات الحقيقية وستساعدهم بالفعل ففضحها الواقع وظهرت الحقائق أمامنا في ذلك الفيلم حيث الاستعراض المبهر والسيارة الفارهة ثم تمر دون أن ترى احداً في نفس الوقت الذي يصور الإعلام تلك الزيارة ويهول من دورها الإنساني المفتعل ليركزوا على تلك النجومية الأميركية وسفارات الأمم المتحدة وصنائعها بأنها ترعى اللاجئين والحقيقية الزيارة هي إعلان للاستثمار السياسي ليس إلا ثم أليس الأميركيون من شرد هؤلاء العراقيون والواقع يتملكهم النفاق والاستعلاء وهي الصورة الحقيقة في المشاهد الحياتية وقد أكد الفيلم بعناصره المتألقة ودراماه الذكية مهارة العقل السوري في التقاط الحقائق والمفارقات الفاضحة وقد ترجمها دراميا وفنيا مجموعة من النجوم السوريين على كافة الأصعدة بآلية متقنة صورت مأساة إنسانية من جهة وحقائق مفضوحة تتجاهل زيفها وقد عروها بكل ثقة فأنتجوا عملاً فنياً وقد وصلت رسالته في وقتها المناسب.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية