فرصة لدعم المواهب الشابة
رئيس مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية إلياس شحود.. يقف عند أهمية هذا الملتقى فيقول:
يجسد هذا النشاط الدور الأساسي لاتحاد شبيبة الثورة كمنظمة شبابية في رعاية المواهب الشابة واحتضانها وبالتالي إعطائها الفرصة لتبرز وتقدم نفسها.. وخصوصاً أننا في المنظمة درجنا منذ أعوام على طباعة نتاجات الشباب الفائزة بالمراكز الأولى على نفقة المنظمة ونشرها ضمن سلسلة أدبية «سلسلة الأدباء الشباب» وهذا بحد ذاته يشكل فرصة ودعماً للمواهب الشابة، ربما يفتقدها الكثيرون..
هذا بالإضافة إلى أن المنظمة تتيح للفائزين من الأدباء الشباب في المراكز الأولى فرصاً متعددة لإثبات ذاتهم وتنمية طاقاتهم ومواهبهم من خلال المشاركة في المنابر الأدبية «الأمسيات الأدبية على المستوى الوطني، أو من خلال المشاركة بفعاليات ثقافية وأدبية على المستوى الوطني والعالمي» هذا جانب، ومن جانب آخر فإن الملتقى يشكل حالة وطنية رائعة.
من حيث كونه فرصة للتعارف بين الشباب من المحافظات كافة، ولتبادل الأفكار والحوارات الشبابية وهذا لاشك يغني الموهبة والتجربة الأدبية- وخصوصاً أن لجان التحكيم منتقاة من خيرة الأدباء الوطنيين، وأعمال التحكيم تتم عن طريق الحوار المباشر مع الشباب، وهي فرصة جديدة لتلاقي الأجيال مع بعضها واستفادة الشباب من تجربة الأدباء الأكبر سناً.
يساهم في تمكين اللغة العربية
ويضيف شحود أن الملتقى يشكل حالة من التلاقح الثقافي الذي يسهم في إغناء الحياة الثقافية من خلال الشباب، لذا نسعى بالتنسيق مع اتحاد الكتاب العرب لتشكيل هيئة للأدباء الشباب، إضافة إلى توسيع هذه الفعالية لتكون على المستوى العربي.
ومن الجدير ذكره أن هذه المسابقات تسهم بطريقة أو بأخرى بدعم وتمكين الشباب من اللغة العربية، والكثير من الأقلام التي باتت تحتل موقعاً مهماً على الساحة الأدبية، انطلقت من المنظمة، والبعض منهم نال جوائز عديدة على مستوى الوطن العربي، من مثل الأديب جهاد الأحمدية، بسام العمر، اسماعيل خلف ومن نشاطات المنظمة الحالية أنها أعلنت عن مسابقة وطنية للشباب تحت عنوان: (سورية قلعة في عين العاصفة) تتضمن معاني الانتماء للوطن، المواطنة، الوحدة الوطنية، حماية الوطن والدفاع عنه.
وهي مسابقة مفتوحة لكل الشباب سواء كانوا منتسبين للاتحاد أم لا وهذا نهج تتبعه المنظمة لفتح أبواب المشاركة بفعالياتها المختلفة لشباب الوطن كافة.
جوائز
وعن آلية المسابقة والشرائح المعنية في هذا الملتقى تقول نعمت الطوير أمينة سر مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية:
يقوم الاتحاد سنوياً بمسابقة لرعاية المواهب الشابة وتبدأ من مستوى الرابطة، ثم الفرع، ثم على المستوى المركزي- أي في سورية كاملة، وتعنى هذه المسابقة بالأجناس الأدبية «شعر، قصة قصيرة، خاطرة، مقالة، نص مسرحي».. للمراحل العمرية في التعليم الأساسي من عمر 13 سنة إلى 15 سنة، وللمرحلة الثانوية 16-19 سنة، وللجامعات والمعاهد ويطلق عليهم (سكني أ)، أما المرحلة «سكني ب» فهي للأعمار من (25-35سنة).
وتتشكل لجان التحكيم من اتحاد الكتاب العرب ونخبة من الأدباء والشعراء ممن لهم خبرة في مجال التحكيم.. ويبلغ عدد الشباب المشاركين في الملتقى نحو 280 مشاركاً، ويحصل الفائزون منهم على جوائز نقدية رمزية وستكون عبارة عن شهادات استثمار لدعم الليرة السورية- إضافة لشهادات تقدير من المنظمة..
وتخص المنظمة برعايتها ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمل على رعاية المواهب المتميزة جداً بطباعة نتاجاتها الأدبية على حساب منظمة اتحاد شبيبة الثورة.
مواهب.. تستحق الدعم والرعاية
وللوقوف عند نتاجات الأدباء الشباب، التقت «الثورة» بعض أعضاء لجنة التحكيم.. ففي مجال النص المسرحي يقول يوسف المقبل رئيس قسم المسرح باتحاد شبيبة الثورة «فنان وناقد مسرحي».
تحتاج النتاجات بشكل عام إلى إعادة صياغة، وخصوصاً المنتج المسرحي، لأنه ليس للقراءة، بل للعمل على أرض المسرح.
فاللجنة تقرأ الأعمال وتحكمها، ثم تعرض «لكيفية التعاطي مع النص المسرحي، وصناعة الحدث، العلاقات بين الشخصيات، إيجاد الأزمة في النص المسرحي» وتقوم اللجنة بمحاورة الشاب من حيث «اللغة وصياغتها، وحيوية الجمل، الشخصيات، الحدث..
ويتعلم الشاب كيفية قراءة مادة، وإعطاء وجهة نظر فيها.. والملتقى فرصة حقيقية لتقديم أنفسهم وخصوصاً أن نتاجاتهم الفائزة تطبع، وهذا يساهم في كشف الكثير من المواهب، فالكثير من المواهب أصبحت محترفة، والملتقى مجال جيد لصقل الموهبة.
وقد أثبت الملتقى أن التعاطي مع هؤلاء الشباب كأدباء ومفكرين، أنهم جيل قادر على استيعاب الأزمة، والكثير منهم موهوب، ولكن للنص المسرحي خصوصية، فالموهبة لاتكفي لإنتاجه بل هو بحاجة إلى تقنية للتعاطي معه.
يملكون حسّاً صحفياً ونقدياً
وفي مجال المقالة يقول بسام عمر أمين سر الثقافة بمنظمة الطلائع وعضو اتحاد الكتاب الفلسطيني- إن تجربة إبداع الشباب الأدبية في الاتحاد هي تجربة مستمرة وتواكب الأنشطة الشبابية كافة.
وتبدأ بالتركيز على الاهتمام باللغة العربية أولاً، ومن ثم المواهب الأدبية ثانياً.
وهذه المسابقات تتيح التنافس بين المبدعين الشباب، ما يحفز جوانب الإبداع والاهتمام بقضايا المجتمع المتنوعة، ومن خلال تجربتي في التحكيم لأكثر من مجال أدبي وجدت أن لدى الشباب السوري اهتماماً كبيراً بقضايا مجتمعه، ويملك حساً صحفياً ونقدياً، ماينعكس على الموضوعات التي يتبادلونها وخصوصاً مايخص قضية فلسطين والمقاومة، ويسلط الضوء على الكثير من العادات السلبية في المجتمع واقتراح حلول لمعالجة الكثير من القضايا الاجتماعية والشبابية.
إضافة إلى هواجس الشباب في هذه المرحلة والتعبير عن مشاعرهم حول الحب، الجمال، طموحاتهم وأحلامهم بمستقبل أفضل لهم ولوطنهم، وهذه المسابقات يتنامى الاهتمام بها من خلال طباعة النصوص الفائزة في كتب سنوية توثق لهذا الإبداع، وتؤرخ للحركة الشبابية في سورية، والتي نعتقد أنها في هذا العام سوف تتميز من حيث تعاطيها وتناولها للواقع الراهن الذي تعيشه سورية وما تتعرض له من مؤامرة تستهدف الكيان السوري وتنوعه الحضاري ودوره القومي الرائد.
وقد لاحظنا مؤخراً الكثير من المبادرات الشبابية التي تدعم جهود الإصلاح وحالة الاستقرار والأمن بهذا البلد الذي سوف يتجاوز هذه المحنة بجهود شبابه وشاباته.
ويضيف: إن أعمال الشباب ترفد الحركة الأدبية العربية السورية بأقلام جديدة واعدة، نتمنى لها دائماً التوفيق والنجاح.
المشاركة.. تصقل تجاربهم الإبداعية
وفي مجال الشعر يؤكد د. نزار بني المرجة عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، أن هذه الملتقيات هي مناسبة لتقييم تجارب الأدباء الشباب، لإعطاء تصور حول المستوى الذي بلغته المواهب الشبيبية في عالم الأدب، وهذا اللقاء يتوجه إلى الأقلام الواعدة للرفاق الشبيبيين لمحاولة صقل تجاربهم الإبداعية عبر زيادة المطالعات الأدبية، والاطلاع على الأدب العربي والآداب العالمية المترجمة لكي يكون ذلك مجالاً للالتقاء بتجاربهم، والملاحظة التي يمكن أن توجه لهؤلاء الشباب هي ضرورة التعمق أكثر في مسألة البحور الشعرية والأوزان لامتلاك ناصية الشعر الموزون سواء المقفى أم التفعيلة، حيث نلاحظ أن بعض النصوص الشعرية المشاركة كانت مغرقة في النثرية لدرجة اعتبار بعض النصوص تندرج في إطار الخاطرة وليس في إطار القصيدة حتى النثرية منها.
لكن بالمقابل توجد مشاركات تدل على مواهب واعدة، نتمنى لها مستقبلاً في المشهد الأدبي السوري عموماً، وسبق لهذه اللقاءات أن أفرزت أسماء مهمة في ساحات القصة والشعر والمقالة في سورية.
ويستحق مكتب الثقافة والإعلام في اتحاد شبيبة الثورة الشكر لهذا الجهد الكبير والمتميز في الكشف عن المواهب الأدبية الشابة لدى أبنائنا في مختلف فئاتهم العمرية.