ورغم أن السياحة عندنا شهدت خلال السنوات الخمس الماضية عدداً من الخطوات المهمة، إلا أنها كانت خجولة فالترويج لمنتجاتنا السياحية لم يرق إلى مستواها وظل يركز على أسلوب حضور المعارض والمؤتمرات وأحياناً دعوة إعلاميين عرب وأجانب لزيارة سورية وتسجيل انطباعاتهم وأحياناً أخرى إقامة مهرجانات سياحية بسيطة مكررة، في حين أن الترويج يمكن أن يتم وفق أساليب أخرى مثل المشاركة بإنتاج أفلام سينمائية ودرامية بشكل غير مباشر للترويج للسياحة، وإقامة فعاليات سياحية في قلب الطبيعة وعكس تنوعها وخصوصيتها.
والملاحظ أيضاً غياب التركيز على السياحة الداخلية من خلال الترويج لها عبر إقامة مهرجانات وتقديم عروض بالأسعار المناسبة لشرائح واسعة في الأماكن السياحية التي لا تشهد إقبالاً كبيراً والسياحة الشاطئية ليست أحسن حالاً فغياب النظافة تكاد تكون سمة عامة لمعظم شواطئنا وعدم الاستعداد الجيد ولعل خير مثال عن ذلك ما حدث في العام 2009 في الشواطئ الشمالية للاذقية مثل وادي قنديل وأم الطيور حيث امتلأت هذه الشطآن بقنديل البحر مما أثر سلباً على السياحة فيها أوصيب أصحاب المنشآت السياحية فيها بخسائر كبيرة ما دفع البعض إلى تأجير شاليهاتهم بأسعار زهيدة جداً.
والملاحظ أيضاً غياب سياحة التزلج التي يمكن أن تدر دخلاً لا بأس مثل لبنان وهي لا تحتاج لأكثر من صالات وشاحنات محملة بالثلج والتحضير الجيد لها ولابد من مراقبة إعلان التسعيرة في المنشآت السياحية لأن عدداً كبيراً من أصحابها يتفنن بإخفائها، ولعل مقومات السياحة المتميزة في بلدنا، التي تجمع الطبيعة والتاريخ والثقافة والسياحة الدينية مضافاً إليها محبة شعبنا للضيف كافية أن تجعل من سورية قبلة سياحية وألا ننتظر المصادفات لتحقيق هذا الهدف كما حدث في مسلسل ضيعة ضايعة الذي كشف جمال السمرة وتدفق إليها السياح وكنا نتمنى أن يكون هذا الاكتشاف من خلال خطط وبرامج وزارة السياحة وليس المصادفة.