تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجيش يصدم المتآمرين على سورية

صفحة أولى
الجمعة 22-7-2011
العميد الدكتور أمين محمد حطيط

راهن مخططو المؤامرة على سورية في جملة رهاناتهم على الجيش العربي السوري ممنين النفس بانقسامه او تشظيه لتسهيل نجاح مؤامرتهم وراحوا يدعون افراده للتمرد

ويضخمون سلوكيات قلة قليلة جدا منهم بشكل يوحي للغريب عن السلوكيات العسكرية بأن رهاناتهم قابلة للتحقق ووضعا للامور في نصابها نرى اهمية التذكير بمعاني عبارات تعتمد بشكل اصطلاحي في السلوكيات العسكرية حيث نميز بين:‏

1) التخلف و يقصد به امتناع العسكري الموجود في اجازة او وضع قانوني خارج وحدته العسكرية وامتناعه طوعا او قسرا عن الالتحاق بهذا التشكيل بعد انتهاء تلك الاجازة او الرخصة التي سمحت له بالوجود خارجا .‏

2) الفرار و هو يعني مغادرة العسكري لتشكيله والخروج منه دون ترخيص او مهمة يكلف بها .‏

وكلا الامرين التخلف والفرار يكون سلوكاً فردياً لا رابط بين الافراد الذين يقومون به، انما يؤدي الى نقص في العديد و لا يشكل تهديدا لوحدة الجيش وتماسكه .‏

وفي احصاء معتمد يسجل ان نسبة حالات الفرار و التخلف في الجيوش تتراوح في الاحوال العادية بين 3 و 5 % و في حالات الحرب او ما يقاربها من مخاطر قد تصل الى 20 % يقوم بها الاكثر خوفا والاقل قناعة .‏

3) و في المقابل نجد مصطلحات اخرى من قبيل الانقسام او الانشقاق او التمرد ، و هذه العبارات قد تكون وصفا لتصرفات فردية و يلحق تصنيفها من حيث المفاعيل بالتخلف او الفرار ولا تؤثر على الجيش في وحدته، كما تكون توصيفا لتصرفات جماعية تقوم بها تشكيلات او وحدات عسكرية ترفض اوامر قيادتها و تستمر في تنظيمها العضوي ممسكة بسلاحها وتشكل نواة لقوى تستقل عن «الجيش الاساس» وجاهزة للقيام بعمليات عسكرية ضد هذا الجيش ان اقتضى الامر. ويحصل التمرد او الانشقاق عندما يرفض التشكيل تنفيذ اوامر قيادته لعدم اقتناعه بها و اختياره طريقا اخر يعاكس هذه الاوامر كما حصل مثلا في لبنان في العام 1976 و تكرر في العام 1984 حيث خرجت كتائب وألوية عن سلطة قيادة الجيش المركزية بعد ان سلكت الاخيرة سلوكا طائفيا لا ينسجم مع خيارات تلك القوى .‏

اما في سورية ومنذ ان ظهرت الحركات المسلحة التخريبية في موازاة الحركة المطلبية الاصلاحية فرض الواقع على الجيش السوري التدخل للقيام بواجباته في حفظ الامن و النظام العام، و كان المتآمر على سورية يتوخى الدفع بالامور لحصول انشقاق او تمرد في الجيش يؤدي الى اضعافه في مرحلة أولى وتعطيله او شله في مرحلة ثانية لتعطيل احدى اوراق القوة التي تحفظ وحدة البلاد وامن الوطن. لكن السلوك العسكري السوري سفه طموحات المخططين حيث فشلوا في ايجاد حالة انقسام او تمرد او انشقاق واحدة صغيرة كانت او كبيرة، وبقي الجيش العربي السوري محافظاً على تماسكه وانضباطه والتزامه بقرارات القيادة العامة.‏

لكن مخطط المؤامرة الذي صدم سابقا بقدرة المستوى السياسي على حفظ الكرامة والسيادة السورية صدم مجددا بهذه النتيجة المسفهة لاحلامه فلجأ الى التزوير و اعتماد التوصيف الكاذب لبعض الوقائع، وكما انه دمج بين المقاومة والارهاب من اجل تسفيه المقاومة وتبرير العدوان عليها، لجأ الى الدمج بين التخلف و الفرار من جهة والانشقاق و التمرد من جهة اخرى .‏

واستغل فرار بعض العسكريين او تخلفهم عن وحداتهم – و هو أمر طبيعي كما ذكرنا – و وصف هذا التخلف او الفرار بانه تمرد او انشقاق في حين ان الحقيقة تعاكس ذلك وتشهد للجيش العربي السوري بما لم يرض المتآمرين الذين تأكدوا بان هذا الجيش الوطني العقائدي على مستوى من التماسك والمناعة يفوق التصور، وانه ينفذ اوامر قيادته بشكل طبيعي بشجاعة وتؤدة حرصاً على المواطنين وممتلكاتهم خلافا لما يرغب به المتآمرون، مثبتا بانه درع الوطن والنظام وحصن الشعب، وكان من شأن هذه النتيجة اجهاض المرحلة الثانية من مراحل تنفيذ المؤامرة على سورية، ما حمل المخطط على الانتقال الى المرحلة الثالثة والاخيرة كما يبدو وهي قتال اليائسين ومحاولة دفع الناس الى الاقتتال على اساس طائفي او عرقي ليشهدوا على انفسهم بالعجز، خطة يجهضها وعي الشعب، وقدرة مؤسسات الدولة على الاستيعاب والمعالجة، وهي امور تتميز بها سورية.‏

أستاذ جامعي وباحث استراتيجي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية