سواء من حيث العوامل المساعده الواجب استخدامها في تحقيق البحث أو من حيث اختيار الموضوعات الرئيسية أو العناوين الفرعية التي يجب أن يحتويها البحث وترتيبها حسب الأفضلية المنطقية ولكن هذا لايعني أننا نفتقر الى الأبحاث المتميزة التي يقوم بها الجغرافيون في الجامعات السورية بيد أننا نتطلع نحو الأفضل خاصة وأن هناك الكفاءات العلمية المتميزة التي تفخر بها جامعاتنا ،وحتى دخول الجغرافية الى ميادين لم تدخلها سابقا ومشاركتها في التنظيم الداخلي والعمل على تحسين البنية التحتية للمجتمع السوري .
الدكتور فيصل عزام قماش من جامعة دمشق قسم الجغرافية أبرز أهمية دور المصادر والوثائق المختلفة في منهجية البحث وأهمية دراسات المعطيات والظواهر المرئية وغير المرئية، وكذلك اظهار الميادين الأساسية للبحث الجغرافي والتي تتدرج تحت مجالات الجغرافية الطبيعية مع كل تفرعاتها وذلك في كتابه حول هذا الموضوع حيث تحدث عن المصادر المطلوبة للبحث وكيفية العثور عليها وطريقة استخدامها حيث قال :
من المؤكد أن استخدام المصادر ليس أمرا صعبا ولكنه بحاجة الى الروية وتحديد الهدف الذي يبحث عنه الباحث بشكل مسبق من أجل الحصول على مايريد بسرعة ويسر ، وإلا فإن الباحث الذي يؤم مكتبة أو دار نشر أو غيرها سيجد نفسه عاجزا عن تحقيق غايته اٍذا لم يكن يعرف الموضوع الذي يهمه ومفرداته وتتابع أحداثه، وحتى الخاتمه بشكل تقريبي أو نسبي حيث إن المصادر متنوعة الآراء ومتعددة المدارس وعليه ألا يقتصر في بحثه عن مرجع أو رأي واحد وعند معالجة الفكرة ، وعليه أن يستفيد من أكثر من مرجع اٍذا توافر له ذلك كما عليه أن يعمل التقاطع المطلوب عند تعدد المراجع ،كما عليه الكتابه بحيادية تامة ودون أي تأثر بعاطفة ما أو تميز لفكرة ما ،
كما أشار د: قماش الى ميادين المصادر ومجالاتها قائلا :
هي مجالات واسعة وبالوقت نفسه مختلفة ومتعددة وتتراوح بين المصدر الموثق والكتاب المدرسي والكتاب العام والبيانات الرسمية والتقارير الحكومية والخاصة وحتى الرسائل والخطب وتقارير المؤتمرات المعتمدة على معطيات استخرجت من جهات مختلفة ثم البيانات الاحصائية والخرائط والأطالس ودراسات الأمم المتحدة الاقليمية وغيرها....ولكل من هذه المصادر أماكن تواجدها ومن مجموعها يمكن استخراج وتجميع الأفكار والأرقام والخرائط وحتى فقرات كاملة يحق للباحث الاستفادة منها ويضمها بحثه أما بشكل كامل أو مجزأ.
وعن المجالات الأساسية للبحث الجغرافي المنهجي يقول د قماش:
إن البحوث الجغرافية الإقليمية بدأت هدفا لكل الباحثين الجغرافيين من أجل اظهار دراسات متكاملة قادرة على تمثيل مجموع المعطيات أو الظواهر المحلية وبطريقة قريبة من الواقع وفي الحقيقة يكون من الصعب جدا اظهار أوجه الشبه أو التناقض أو التكامل بين الظواهر الفيزيائية المختلفة عندما تكون العناصر المدروسة تشغل مساحات صغيرة ومجالاتها محدودة وسواء أكانت قارية أم بحرية أو جوية وعندما يكون البحث مجزأ الى قطاعات صغيرة بحدودها القصوى أقل من الحد الأدنى المقبول لدراسة اقليمية كاملة ..... اذن والكلام للدكتور فيصل من الهام عند دراسة ظاهرة ما أن نبدأ من الجزء الأصغر ضمن قطاع أو مجال ما ونعمل على ربط الجزئية الصغيرة الى الوحدة الصغيرة الى الوحدة الأكبر التي تجمع أكثر من جزء وتحوي عادة ظواهر مختلفة ومن الأمور الأكثر أهمية في هذا المجال الفيزيائي هي ضرورة جمع كل الملاحظات المتعلقة بدراسة شكل الأرض(الجيومورفولوجيا )أو المظاهر التي تسود على معظم السطح العلوي لوجه الكرة الأرضية ، الحركات المختلفة للطبقات الصخرية ، الشروط المناخية ،المسارات المائية القارية والبحرية والغطاء النباتي ،وتوزع النبات والحيوان على سطح الأرض.
وأخيرا تطرق د:قماش الى منهجية البحث في الميادين الجغرافية كل على حدا بدءا من الجغرافية الطبيعة الى البشرية مرورا بالاقتصادية وصولا الى منهجية البحث في الجغرافية الاقليمية وهو ما يعني أن البحث الجغرافي قد وصل لمبتغاة وحقق الهدف المرجوة منه .