وفي هذا السياق أوضح الدكتور جمال عبدالله رئيس فرع جامعة الفرات بالحسكة أن إحداث جامعة في الحسكة يعد انجازاً بالغ الأهمية في حياة مجتمع المحافظة ومطلباً جماهيرياً وطلابياً يوفر فرصا كبيرة من التعليم العالي بكل اختصاصاته لأبناء هذه المحافظة بالإضافة إلى أبناء المحافظات الأخرى الراغبين في الدراسة في هذه الجامعة الأمر الذي يوسع قاعدة التعليم العالي أفقيا في قطرنا . ولكن السؤال الملح الذي يطرح نفسه الآن : متى يتحقق هذا الإحداث على أرض الواقع ؟.
وحول الإجراءات المتخذة وتأمين المستلزمات بين الدكتور عبدالله أن جامعة الفرات قامت بتأمين جميع المستلزمات لافتتاح جامعة الحسكة من مبان مؤقتة ودائمة ومخابر حديثة تليق بمستوى الجامعة كما تم تأمين الكادر التعليمي المتخصص وذلك بتعيين الدكاترة والمعيدين والقائمين بالأعمال والكادر الإداري واستعانت بخبرات تعليمية وفنية من جامعات دمشق وحلب وتشرين والبعث ليكون إحداث جامعة الحسكة بالمستوى المطلوب علمياً وإدارياً ويرقى إلى أفضل المستويات التعليمية وقد أحدثت ثلاث كليات في الحسكة عام 2005 وتتابع إحداث الكليات بوتيرة متسارعة حتى أصبحت ثماني كليات عام 2012 بإحداث كلية طب الأسنان. كما تم إحداث فرع جامعة الفرات في الحسكة ليكون هذا الفرع نواة لإحداث الجامعة ويكون أرضية متينة لها في استكمال بنيتها من كوادر بشرية وتعليمية ومبان ومستلزمات تعليمية كما أن الفرع وفر الكثير من المال والوقت والمشقة على طلاب كليات الحسكة وذلك في متابعة أمورهم وحل مشكلاتهم وساهم في تذليل الصعوبات التي تعترض سير العمل في الكليات جراء البعد الجغرافي بينها وبين مركز الجامعة في دير الزور.
وحول الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي تعكس أهمية إحداث جامعة في الحسكة أوضح رئيس فرع الجامعة أن لهذه الكليات أثراً كبيراً في النشاط الاقتصادي للبلد وذلك بتوفير مبالغ كبيرة كان من الممكن أن ينفقها الناس على دراسة أبنائهم في المحافظات الأخرى أو خارج القطر ووفرت فرص عمل كثيرة لأبناء المحافظة واستقطبت الطلاب الدكاترة للسكن في المدينة ولا يخفى ما لهذا الجانب من أثر كبير في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين في هذه المحافظة .
والمعروف أن محافظة الحسكة تضم سبع كليات والكلية الثامنة أحدثت وهي قيد الافتتاح يضاف إلى ذلك ثلاثة معاهد متوسطة وهناك إمكانية لضم عدد من المعاهد التي تتبع وزارات أخرى إلى الجامعة وتضم الكليات حاليا/13/ ثلاثة عشر قسماً وأربعة برامج تعليم مفتوح يدرس فيها /12854/ طالباً في التعليم النظامي و /4165/ طالباً في التعليم المفتوح و /520/ طالباً في المعاهد وبذلك يبلغ إجمالي عدد الطلاب في مجال التعليم العالي /17539/ طالباً.
مع الإشارة إلى أن هناك أعداداً كبيرة من الطلاب من أبناء المحافظة يدرسون في جامعات القطر المختلفة كما بلغ عدد أعضاء الهيئة التعليمية في كليات الحسكة /98/ عضواً وأيضاً يوجد أعضاء هيئة تدريسية من أبناء المحافظة يدرسون في الجامعات السورية المختلفة ونستطيع القول إن كل المستلزمات التدريسية في الكليات من مخابر وقاعات وحواسيب ومكتبات مجهزة بشكل جيد .
أما بالنسبة للأبنية الحالية للكليات فإن بعضها تعود ملكيتها لجامعة الفرات وبعضها استعارة من مديرية التربية ومبنى كلية الزراعة ومن مديرية الزراعة.
وقد قامت الجامعة بإعادة تجهيزها لتتلاءم مع الدراسة الجامعية فأصبحت جاهزة وتكفي لسنوات قادمة وهناك إمكانية استعارة بعض الأبنية من الجهات العامة في المحافظة . كما تم تخصيص الجامعة بأرض جاهزة للبناء وقد تمت دراسة الموقع العام ودراسة مشروع أبنية الجامعة والكليات في الموقع العام فأصبح الأمر جاهزاً للبدء بالتنفيذ الفعلي للأبنية في الجامعة .
وبصورة عامة يمكن القول: إن إحداث جامعة في الحسكة سيحدث تأثيراً في جوانب أخرى من حياة المجتمع في المحافظة غير الجانب التعليمي ففي الجانب الاقتصادي عانت المحافظة لسنوات مضت من الجفاف ما أدى إلى انخفاض المداخيل الاقتصادية لعدد كبير من الأسر يتجاوز 80% من سكان المحافظة وهذا أثر سلباً في دراسة الطلاب خارج المحافظة فبعضهم انقطع وبعضهم مازال يتعثر ووجود جامعة في المحافظة سيخفف من تكاليف الدراسة إلى حد كبير ويشجع متابعة التحصيل العلمـــي كما إن تخرج أعداد من المتخصصين سيرفع من المستوى الاقتصادي للمنشــآت العامـــة والخاصة ويطور النشاط الزراعي والصناعي والتجاري والخدمي .
وفي الجانب الاجتماعي كثير من الأسر وخاصة في الأرياف تغض النظر عن تدريس البنات في الجامعة لأن هذا يعني الانتقال إلى محافظات أخرى والسكن بعيداً عن الأسرة ووجود جامعة في المحافظة يجعل كثيراً من البنات يتابعن الدراسة الجامعية لأنهن سيكونن مع أسرهن أو بالقرب منهم .
يضاف إلى كل ما تقدم أيضاً التأثير الثقافي والحضاري حيث يسهم وجود الجامعة في المحافظة برفع السوية الثقافية للمجتمع ويسهل إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية والثقافية والفكرية ومن البداهة أن وجود المجتمع الجامعي يتناسب طرداً مع المستوى الحضاري والثقافي للمجتمع .