تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أكبر من أردوغان

نافذة على حدث
الثلاثاء 9-10-2012
عبد الحليم سعود

لم يجد رئيس الوزراء التركي «العثماني المتطرف» رجب أردوغان ما يستر به عورات سياسته الداخلية ويحجب إخفاقاته الخارجية سوى الأزمة السورية،

فاتخذها مشجباً يعلق عليه أوهامه وهرطقته السياسية، معتقداً أنها يمكن أن تنتشله من الورطة المزرية التي أوقع نفسه فيها، ولكن هيهات فالشعب التركي الذي كشف ألاعيبه الصبيانية ومراهقته السياسية ، ثار احتجاجاً ضد الرجل الأحمق الذي أضاع من تركيا أقرب أصدقائها وجعلها ممقوتة مكروهة ضمن محيطها الإقليمي فلا طالت عنب الشام ولا بلح العراق..!‏

كان أردوغان في لحظة ما يخطط كي يكون زعيماً إسلامياً بامتياز وكانت سورية هي ممره الإجباري لتحقيق ذلك، ولكن رعايته للمد الأخواني المتخلف والوهابي المتطرف وتصديره لقطعان المرتزقة والإرهابيين أصحاب الماضي الإجرامي الأسود إلى سورية جعله أصغر من أن يكون حتى خصم سياسي للقيادة السورية، وتحول في لحظة سياسية إلى مجرد مهرج يقدم عروضاً بهلوانية عاجزة عن إضحاك الأطفال أو رسم الابتسامة على وجوههم.‏

آخر تخريصات هذا المهرج العثماني هو إطلاق التهديدات ضد سورية دون أن يقوم بأي قراءة أو مراجعة للوقائع أو لموازين القوى في المنطقة، فسورية هي جزء أساسي من محور أربك حسابات إمبراطورية الشر الأميركية وجعلها تجر أذيال خيبتها وهزيمتها من العراق دون قيد أو شرط، المحور الذي أفشل حرب تموز وقوض مشروع الشرق الأوسط الجديد وجعله ريشة في مهب الريح، محور المقاومة الذي أنشأته سورية ورعت كل إنجازاته من ألفها إلى يائها.‏

ربما لو قرأ أردوغان تصريحات أسياده في واشنطن واستبعادهم بل وتخوفهم من التدخل العسكري في سورية لابتلع لسانه قبل أن ينطق بهذه التخريصات، ولو قرأ قليلاً في مرآة عجزه أمام مئات المقاتلين الأكراد في شمال العراق لأدرك في الحال بأن أحلامه كوابيس وأمنياته مستحيلات، فمن يختبئ خلف عصابات مسلحة لتحقيق أحلامه فمصيره الفشل، لأن في سورية جيشا وشعبا وحكومة قرروا أن يقطعوا دابر الإرهاب والإرهابيين أيا كانت الدول والحكومات التي ترعاهم، فمن يحقق انتصاراته حتى في مواجهة الفيل الأميركي لن يحسب حساب مهرج في سيرك.‏

ربما لم يدرك أردوغان بعد أن هذه التهديدات هي أكبر منه ومن حكومته، فقد سمعناه يهدد إسرائيل ذات مرة فماذا كانت النتيجة..لقد تاجر بدم الشرفاء والأحرار من أبناء شعبه على سفينة مرمرة، وها هو اليوم يحول بعض الأتراك المغرر بهم إلى وقود في حرب خاسرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية