ومتابعة من الطراز الأول لهذه الاحداث لحظة بلحظة ..كيف لا وهي من أشعلها وأجّج سعيرها ومنخرطة في جريمة ذبح السوريين..عبر تمويلهم لها ودعمها بالمال والسلاح لمرتزقتهم الذين باتوا بأمرهم يفعلون ما يطلب منهم ولو كان على حساب الوطن والمواطن السوري الشريف.
ولأن تلك الأنظمة مجرورة بحرف الجر الأميركي أصبح أولئك الطغاة كذلك يأتمرون أيضاً بأمر الغرب ولا يحيدون قيد أنملة عن املاءاته..فلا هم قادرون على فعل أي شيء، ولا اتخاذ قرار، حتى لو كان على مستوى داخلي دون اعلام الغرب وواشنطن على وجه التحديد .. فكيف اذا كان الأمر يتعلق بما يجري في سورية ..كيف لآل سعود وآل ثاني وهم الذين يجهلون قراءة الحاضر والقراءة عن الحاضر؟
ما كشفت عنه المصادر الدبلوماسية العربية حول قيام كل من دويلة قطر وآل سعود عن تجنيد مرتزقة من شمال أفريقيا والإشراف على تدريبهم وتمويلهم لإرسالهم إلى سورية لقتل الشعب السوري لدليل آخر على مدى الحقد الذي ملأ قلوب أولئك الطغاة من آل سعود وآل ثاني، وانجرارهم وراء المخطط الأميركي، وتأكيداً على ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز من أن واشنطن تمتلك قرار تهريب السلاح وقطر والسعودية تخضعان لإرادتها وتنفذانه.
أما الآن وبعد أن حان دور شعوب الجزيرة العربية بالانتفاض على هؤلاء الحكام الذين أمعنوا في غيهم وظلمهم وجورهم على البلاد والعباد، لم يعودوا بمنأى عن رياح التغيير التي باتت تداهم مخادعهم، وبرغم كل محاولات حكام الخليج الهروب إلى الأمام إلا أنهم فشلوا وستفشل مخططاتهم فشلاً ذريعاً.. مهما فعل نظام القبيلة الفاسد لتحصين نفسه سواء احتمى بالغرب والولايات المتحدة ونفذ أوامرها، فلقد اثبتت كل تجارب البشرية بان إرادة الشعوب اقوى من ارادة الطغاة مهما تفرعنوا وتنمردوا، وإن التغيير في هذه الممالك والمشيخات بات مطلباً حيوياً.
من هنا فعلى من يسوّق نفسه على أنه وكيل عن السوريين عدم التسلّق والتملّق بالسباحة في أنهار الدماء أو على جماجم الأبرياء الذين يُقتلون اليوم في الشوارع والأحياء دون ذنب.
daryossi@hotmail.com