وما تبقى منه لا يكفي لتركضَ خلفها
في شارعٍ ضاع الكثير به
فأنت الآن ودّعتَ الزنابق
لم تعد منها ولا في عمرها الزاهي
فأنت الآن تصعد أول الأوجاع
في درج الخريف
فلا تكن متفائلاً بالقادم الآتي
ولا برسائل تنسابُ حتى بالسراب
***
آنستُ صورتها.. ولكن لن تعود
لقد توارت في فساتين الغياب
ولم تدع لي بسمة في الكأس
أو حتى بقايا غيمةٍ من غيمها
أو زهرةً أجني بها ثمر انتظاري
ذلك الثمر البعيد
***
والآن تأخذني سنابلها
إلى شجرِ انتظارٍ قاحلٍ
أتحمّل الصبر العقيم
وما أراها تستفيقُ مع الورود
ولا تقوم من الرماد
أعود إلى حنيني والحنين هو انتظار
***
فاتَ الرحيق وما هجرتُ ظلالها
وأنا المكبّل بالأسى واليأس.. أنتظرُ ابتسامتها
لأحرقَ دفتر الأحزان في قلبي
ومحبرةً تضجّ من انتظار
بات مثل النار يأكل جوفها
أنا لن أكفنها
برغم تعفّن انتظاري في الإناء
فإنني سأظل مكتفياً ببرق اسمها
هو لن يجف مع المدى
هو ما يزال يرنُّ في الوقت الجميل
كأنه ريحانةٌ انتصرت بخضرتها على لهب الذبول.