تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كوطنٍ مطعونٍ في الخاصرة

رسم بالكلمات
الأثنين 25-7-2011
داوود حمد الفريح

(إلى الشاعر محمد أحمد العجيل النسر المحلق في ملكوت الألم)

كنتَ غائباً في جنازة صوتي‏

كنتَ سماءً مكتظةَ بطيور الألم‏

خنقتكَ المدينةُ يا مُحمَّدُ!‏

خانتك المدينة يا مُحمَّد!‏

فطفقتَ تلاحقُ غزلانَ القصائد في دمشقَ..‏

من مشفى إلى مشفى‏

لعلَّ جراحنا تشفى‏

لعلَّ الله يرحمنا.. لعلَّ ذنوبنا تُمحى‏

وما من ذنبٍ سوى الحُبِّ‏

سواها طيبة القلب‏

سوى حلم.. سوى دفء‏

وكأس حنان .. كي ننسى‏

********‏

في أمطار دمِكَ وجدوا‏

حزناً معتَّقاً حملنَهُ الحبيباتُ‏

في حقائبهنَّ اللائي نسينها عمداً‏

في خزانات روحك المكتظةِ‏

بالجرائد القديمة والغبار‏

والوداعااااااااااات‏

تحزُّ الروح إلى نصفين‏

نصفٌ للشمال ونصفٌ للجنوب‏

ونحن جنوب بلا شما ل‏

لا تُخفِ خوفكَ.. بقرى عينيك المليئة‏

بالغجر الشهداء‏

تقصَّ آثار التشرد المرِّ وأنت تمضي‏

في دربٍ لا يؤدي إلّا إلى درب يؤدي‏

إلى خيمة الضياع‏

قل لبشرى: مزيداً من الأقحوان والياسمين‏

قل لشيخة: مزيداً من الأكسجين‏

قل لمضر: أن يحمل على كفيه‏

ما تبقّى في القصائد من يتمٍ وحنين‏

قل لماجد: أن يحرس ليلك من قطعان الخوف!‏

قل لعبد الغني: أن يقاسمك ما في جعبة الأحلام‏

من طيورٍ ذبيحة‏

لأيمن: ألَّا يهرب وحيداً إلى الجبل الغربي‏

فلا عاصم اليوم من الحبِّ إلا الحزن والصلاة!‏

قل لفاضل: أن يلقّن تلاميذ الجوع‏

شجنَ اللون حين تكسرهُ الحياة‏

لأبي شام: أن يعمِّرَ لك بغنائه الشعبي‏

قرىً طينيةً وأنهار عراق يمّمت صوبنا‏

(لمهدي, للقمان, لصالح, لفاروق....)‏

أن يمزجوا جنونهم و(يشخبطوا)على الجدران‏

حاءٌ و باءٌ.. حاءٌ و راءٌ و باءٌ‏

ليهدوا كل الأصدقاء إلى ضلالة الشعر‏

(لأبي أواز )أن يحمل البلاد على كتفيه‏

ويمشي وئيداً‏

علّ المساءا ت تُهطِلُ بلاداً بلا خوف‏

بلا بنادق تغني: بلاد القتل أوطاني‏

من الشام لبغدان‏

إلى ليبيا إلى يمنٍ.. إلى مصرَ فتطوان .....‏

قل لمنير: أن يسكب قمره العسلي‏

على حجارة جرحك العتيق‏

لينبجس نور السهروردي‏

يمد إليك كل حبال الدعاء‏

لتخرج كيوسف من البئر لم يمسسك سوء!‏

ل(لحسنَ): أن يلمَّ لك أخضر الجزيرة في قلبه‏

ويطعم عصافير الفجر زبدة الطيبة .. دمع النقاء‏

ويلبث حيناً من الحزن في كهف الدعاء‏

لنا أن نسميك وليَّ الفقد‏

شاعر البياض الملاحق‏

باللعنات والطعنات والطلقات‏

ولك أن ترصف شواهد‏

بأسماء الحبيبات حول المدينة‏

لتقرأ عريها القبيح في أنهارها الميتة‏

وأشجارها المحبوسة في العجاج‏

توضَّأ بحنان أمك‏

وأقم الصلاة لدلوك الخوف‏

واتلُ للفجر ما تيسر من دمع الروح‏

على جرح الحلم في جسدك الذي‏

تمرّدَ على أحزان الأرض‏

فحلّقَ.. حلّقَ.. ثم كبا ..!‏

فتوكَّأ يا مُحمَّدُ على عصا الشعر‏

وهُشَّ بها ما في المدينة من ذئاب.!!!‏

d.h.alfrih@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية