كنتَ غائباً في جنازة صوتي
كنتَ سماءً مكتظةَ بطيور الألم
خنقتكَ المدينةُ يا مُحمَّدُ!
خانتك المدينة يا مُحمَّد!
فطفقتَ تلاحقُ غزلانَ القصائد في دمشقَ..
من مشفى إلى مشفى
لعلَّ جراحنا تشفى
لعلَّ الله يرحمنا.. لعلَّ ذنوبنا تُمحى
وما من ذنبٍ سوى الحُبِّ
سواها طيبة القلب
سوى حلم.. سوى دفء
وكأس حنان .. كي ننسى
********
في أمطار دمِكَ وجدوا
حزناً معتَّقاً حملنَهُ الحبيباتُ
في حقائبهنَّ اللائي نسينها عمداً
في خزانات روحك المكتظةِ
بالجرائد القديمة والغبار
والوداعااااااااااات
تحزُّ الروح إلى نصفين
نصفٌ للشمال ونصفٌ للجنوب
ونحن جنوب بلا شما ل
لا تُخفِ خوفكَ.. بقرى عينيك المليئة
بالغجر الشهداء
تقصَّ آثار التشرد المرِّ وأنت تمضي
في دربٍ لا يؤدي إلّا إلى درب يؤدي
إلى خيمة الضياع
قل لبشرى: مزيداً من الأقحوان والياسمين
قل لشيخة: مزيداً من الأكسجين
قل لمضر: أن يحمل على كفيه
ما تبقّى في القصائد من يتمٍ وحنين
قل لماجد: أن يحرس ليلك من قطعان الخوف!
قل لعبد الغني: أن يقاسمك ما في جعبة الأحلام
من طيورٍ ذبيحة
لأيمن: ألَّا يهرب وحيداً إلى الجبل الغربي
فلا عاصم اليوم من الحبِّ إلا الحزن والصلاة!
قل لفاضل: أن يلقّن تلاميذ الجوع
شجنَ اللون حين تكسرهُ الحياة
لأبي شام: أن يعمِّرَ لك بغنائه الشعبي
قرىً طينيةً وأنهار عراق يمّمت صوبنا
(لمهدي, للقمان, لصالح, لفاروق....)
أن يمزجوا جنونهم و(يشخبطوا)على الجدران
حاءٌ و باءٌ.. حاءٌ و راءٌ و باءٌ
ليهدوا كل الأصدقاء إلى ضلالة الشعر
(لأبي أواز )أن يحمل البلاد على كتفيه
ويمشي وئيداً
علّ المساءا ت تُهطِلُ بلاداً بلا خوف
بلا بنادق تغني: بلاد القتل أوطاني
من الشام لبغدان
إلى ليبيا إلى يمنٍ.. إلى مصرَ فتطوان .....
قل لمنير: أن يسكب قمره العسلي
على حجارة جرحك العتيق
لينبجس نور السهروردي
يمد إليك كل حبال الدعاء
لتخرج كيوسف من البئر لم يمسسك سوء!
ل(لحسنَ): أن يلمَّ لك أخضر الجزيرة في قلبه
ويطعم عصافير الفجر زبدة الطيبة .. دمع النقاء
ويلبث حيناً من الحزن في كهف الدعاء
لنا أن نسميك وليَّ الفقد
شاعر البياض الملاحق
باللعنات والطعنات والطلقات
ولك أن ترصف شواهد
بأسماء الحبيبات حول المدينة
لتقرأ عريها القبيح في أنهارها الميتة
وأشجارها المحبوسة في العجاج
توضَّأ بحنان أمك
وأقم الصلاة لدلوك الخوف
واتلُ للفجر ما تيسر من دمع الروح
على جرح الحلم في جسدك الذي
تمرّدَ على أحزان الأرض
فحلّقَ.. حلّقَ.. ثم كبا ..!
فتوكَّأ يا مُحمَّدُ على عصا الشعر
وهُشَّ بها ما في المدينة من ذئاب.!!!
d.h.alfrih@hotmail.com