تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تغيير كيمياء الوعي لدينا.. هو هدفهم!!

مجتمع
الأثنين 25-7-2011
محمد عكروش

التغيير والإصلاح ، جزء من طبيعة الحياة والبشر ، والهدف منه هو الارتقاء بمستوى حياتنا وإدخال تحسينات دائمة فيه ، والحياة بكل ما فيها من تغيرات وعقبات قد تصادفنا ،

نحن الذين نحكم ما إذا كنا نريد التفاعل معها أم نبقى جامدين ومحنطين على هامش الحياة .‏

وكوننا نعيش في عالم فيه متناقضات ومفارقات كثيرة ، انحرف البعض عن المنهج الصحيح للتغيير والإصلاح، هذا ما جعلنا نستقرئ مع الدكتورة أسمهان علي جعفر عضو الهيئة التدريسية في كلية التربية جامعة دمشق لنسألها في مستهل لقاءنا بها ولاسيما أننا. إن صح التعبير نعيش أزمة نفسية ما تلك الأزمة؟‏

لقد كان هناك دائماً مفهوم اسمه ( الأزمة النفسية) وهي تلك النزعة التدميرية التي تجعل أمة من الأمم تمضي إلى تهميش ذاتها الوطنية وتدمير مقومات وجودها واستمرارها ، وإلى التنقيب عن كل العيوب وتضمينها والتهويل من شأنها وحين يقع هذا الانهيار فإن البعض سرعان ما يعمدوا إلى إشعال الحرائق في تراثهم وكتابهم الذي يقرؤون فيه شخصيتهم أنهم يعمدون إلى إحراق كل شيء ، والمستقبل ليغدوا لديهم موضع ألف سؤالٍ وسؤال.‏

- ما الحل إذاً ؟‏

-- علينا ألا ننسى أن المعركة التي نخوضها صعبة وطويلة ، ونحن مصممون على خوضها بتصميم ثابت وبنفسٍ طويل.‏

عندما نقول صعبة وطويلة فليس ذلك من قبيل التهويل من شأن الآخر وإنما هو من قبيل تحذير للذين ينظرون إليهم على أنهم من سقط المتاع .‏

وإن معركتنا معهم لن تبدو معركة واحدة وإنما هي حرب طويلة الأمد تتعدد فيها المعارك وتتنوع إلى أن تكون المعركة الأخيرة والفاصلة التي تقصم ظهره وتقع حداً لقدرته على المواصلة.‏

مقبض السيف واحد‏

وحين يكون قرارنا خوض غمار هذه المعركة ونحن نمتلك هذا النفس فإن معنى ذلك هو أننا لا نشيد قصوراً في الهواء ولا نمني النفس بما لا نملك القدرة على تحقيقه ، ولا نخدع أنفسنا بأوهام زائفة. بل العكس تماماً ، إننا ندرك هذا الواقع بتاريخه وتراثه المشرق ( فأصابع كف المرء في العدِ خمسةٌ ولكنها في مقبض السيف واحد ).‏

وتابعت لتقول حين تقع في حياتنا نكسة ما ، فإن ذلك لا ينبغي أن يجعلنا ندير ظهورنا إلى الهدف الذي ارتضيناه لأنفسنا، ولا أن نشيح بوجوهنا من القضية التي آمنا بها إيماناً راسخاً، بل يجعلنا نزداد إيماناً، بأن التاريخ لا يسير في مسار مستقيم وإنما كثيراً ما يكون مساره متعرجاً، بل إنه أحياناً تحدث بعض التراجعات المؤقتة في انتظار اللحظة المناسبة لعودته إلى السياق الطبيعي.‏

أيها الظلم المصعّر خدّه رويدك إن الدهر يبني ويهدمُ‏

- ما الهدف من هذه المحاولات المضللة ؟‏

-- الهدف هو تغير كيمياء الوعي لدينا ، بحيث يتراخى إلى الحد الذي يغدو عاجزاً عن التأثير ، بل أننا حين نسمع دوي طلقة هنا أو هناك فعلينا معرفة أن هذه الطلقات تحاول أكبر من ذلك وأخطر، إنها تحاول النيل من قناعاتنا ، وإذا نجحت بذلك فإن إرادتنا ستغدو مسلوبة من أي قدرة على التأثير. فعلينا إذاً أن نخطو إلى ما يسمى بـ المجازفة السياسية وهي المجازفة الموزونة بموازين الذهب لأنها لا تغادر كبيرة ولا صغيرة إلاّ ويحصيها، إنها المجازفة التي لا يغيب طرفها لحظة واحدة من رؤية الواقع ومشكلاته وهي نقيض المؤامرة التي لا تعرف الجمع ولا الطرح ولا الضرب ، إنما مقطوعة تماماً عن علم الحساب .لذا علينا بالمجازفة السياسية ، لأن العمل الوطني الكبير لا يبلغ غاياته إلا بقدرٍ من هذه المجازفة، ولأنه عمل طموح يحاول أن يرتاد أماكن غير مطروقة ويجوب آفاقاً رحبة وواسعة والتاريخ ليس إلا محصلة لهذه المجازفات الوطنية.‏

فعسى الكرب الذي أمسينا فيه يكون وراءه فرجٌ قريبُ‏

- فما دور الأمة في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة برأيك ؟‏

-- أمةٌ عرفت المعاني الوطنية النبيلة يعزُّ عليها أن يتحكم العملاء والأشرار برمز حياتها وقيمها ، وهم باتوا على أبواب الهزيمة إن لم يصبحوا في عمقها ، وسوف يشدّون رحالهم عاجلاً وليس آجلاً على أيدي رجالٍ يولدون في الأزمات والصعاب لأنهم ورثة العزة والشرف وهذا أغلى ما نملك.‏

- ما مصير العملاء والخونة والأشرار ؟‏

-- لقد انكشف دجلهم ، فهم يطوفون الآن طواف الوداع ، إنها ساعة الحساب تقترب منهم ، وخسر من قرنَ مصيره بمصيرهم ، فلا يدفع أحد الثمن معهم، فهل يمكن لعدالة الله أن تحابي من ساعد الظلمة المجرمين على تحقيق أهدافهم فلا تظنوا أن ما أجراه الظلم ستقرهُ العدالة؟‏

قلوبنا تنفطر ألماً وحسرة ونحن نرى إخوتنا ينزفون بفعل ضرباتهم جثث متناثرة ، نبكي ونلملم جراحنا ، والسكارى يفرحون بالحانات..‏

وطن تآمر عليه الخونة ، واستفرد بخيراته اللصوص.والله ليدفعوا ثمن الخيانة بحق الأمة والوطن والقائد.‏

- هل هناك كلمة أخيرة تقولينها ؟‏

-- إن معالجة سبب الانهيارات التي حدثت تكون بالعودة إلى عمق الأمة إلى فكرها ونهجها ، وعندها سنرى أسباباً تتعلق بالعملاء ومؤامراتهم الدنيئة وبالتالي لن تنتج إلا هذه النتائج المريرة ، وسنرى مساراتٍ لا تنتهي إلا إلى هذه الهاوية المريعة. لنتحرر من الصوت المرتفع ، وننتقل إلى خانة الفعل ، كما يجب أن نتوقف عن البكاء على اللبن المسكوب وعن الشكوى ، فكل منابر الصراخ لا فائدة منها ولا معنى لوجودها ، لنقف موقفاً مشرّفاً ونحن أساتذة الدنيا في تخطي عقبات الظلم والاستمساك بالعدل وقول الحق، والإنسان إذا لم يؤمن بنفسه خسر معركة الحياة، وإذا لم يقاوم ويقف موقفاً مشرّفاً هبط إلى الهاوية .‏

وخلصت تقول : ففي محراب هذه المحنة الكبرى، يتحول الوطن من الإحساس الأليم بالفاجعة إلى الإحساس بالشموخ والكبرياء ، لأن شجرة القائد سوف تستمر بالإثمار والعطاء.‏

إنها أيام عصية ، لكننا سنتماسك ونصبر على الجرح الأليم ، ونسمّع العالم كله أن الأسد باقٍ في قلوبنا وعقولنا ، في كل خفقة من جوارحنا سيبقى شعلة أبدية ومنارة شامخة تبين لنا الطريق إلى المجد والكرامة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية