تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكريات في الطائي ..أقدم مدارس درعا بعد الكتاتيب

مجتمع
الأثنين 25-7-2011
إيمان البيطاري

على بعد /2/ كم من مركز مدينة درعا وفي حي الكرك بدرعا البلد كانت قد أقيمت عام /1914/ أول مدرسة في محافظة درعا وهي الطائي والتي شرعت في تعليم التلاميذ الحساب وبعض قواعد العربية والديانة إضافة إلى اللغة التركية التي حلت محلها الفرنسية عند بدء الانتداب الفرنسي.

الباحث في شؤون التراث السيد أحمد المسالمة قال: لم يتأخر أبناء درعا حتى تأكدوا من أن التعليم وسيلة لتحقيق مستقبل مشرق يكسب صاحبه مركزاً اجتماعياً مرموقاً، فقد باشرت أول مدرسة ابتدائية وهي مدرسة الطائي المبنية من الحجر البازلتي مع السقف الخشبي والطين باستقبال الذكور الذين أتموا عمر /6/ سنوات ليدرسوا الحساب والديانة ومادة العربي التي تمثلت في القراءة والإملاء والخط ، وذلك بعدد طلاب تراوح ما بين /20- 25/ طالباً في الصف الواحد، علماً أن المرحلة الابتدائية آنذاك كانت من الصف الأول حتى الخامس وتخرج حاملي شهادة السرتفيكة.‏

وعن النظام الدراسي آنذاك قال المسالمة: كان نظاماً بدوامين صباحي والآخر مسائي في كل أيام الأسبوع باستثناء الجمعة، بالإضافة ليوم النشاط الأسبوعي والرحلة السنوية التي تعقب صدور النتائج الامتحانية، مع العلم أن الامتحانات كانت مرة واحدة مع نهاية العام الدراسي.‏

وذكر السيد أحمد الخليلي مواليد عام /1940/ الذي كان قد درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الطائي الأولى بين عامي /1947-1951/ أن المدرسة كانت عبارة عن /3/ غرف تضم الأولى طلاب الصفين الأول والثاني وتضم الغرفة الثانية طلاب الصفين الثالث والرابع، بينما طلاب الصف الخامس ينفردون بغرفة مستقلة على اعتبارهم طلاب سنة تخرج، بالإضافة إلى «علية» يجلس بها المدير الذي كان آنذاك فلسطيني الجنسية.‏

وتابع: أذكر من المدرسين الأستاذ محمد عبد الحميد المسالمة الذي كان يأخذنا لأداء الصلاة في المسجد القريب من المدرسة ثم يعود بنا لمتابعة ما تبقى من الحصص الدرسية، علماً بأننا كنا نحضر دوامين صباحي والآخر مسائي، هذا وكان كل ثلاثة طلاب منا يجلسون جنباً إلى جنب على «الراحلة» وهي المقعد الخشبي بالكامل الشبيه شكلاً بمقاعد المدرسة المتوفرة حالياً.‏

وأضاف السيد ابراهيم الأبازيد مواليد /1924/ فقال: عندما كنت طالباً بين عامي /1931-1935/ كان المدير ضابطاً تركياً اسمه عبد العزيز إيزولي وجميع المدرسين من العاصمة دمشق، لكن وبعد مدة ليست بطويلة أصبح كل المدرسين من محافظة درعا وكنت أنا من بينهم.‏

وأشار الأبازيد إلى نظام التعليم فقال: كان التعليم إلزامياً من قبل الفرنسيين وإلا ترتب على ولي أمر الطالب غرامة قدرها /10/ ليرات أي ما يعادل ليرتان ذهبياتان آنذاك.‏

وعن اللباس المدرسي قال: كان اللباس عبارة عن جلابية سوداء اللون ومزركشة بعض الشيء، وفيما بعد تم تعميم لباس الكشاف المعروف إلى يومنا هذا.‏

أما عن الوضع الحالي للمدرسة فقد حدثنا السيد غياث رسلان المدير الحالي للمدرسة فقال: في الستينيات من القرن الماضي تم إحداث المبنى الاسمنتي الجديد للمدرسة على مساحة تبلغ /900/م2، في نفس الباحة القديمة وبضعف العدد السابق للغرف الصفية وبطابق واحد، مع الحفاظ على جانب من الجدار القديم للمدرسة الذي يدل على /3/ غرف صفية من الحجر البازلتي وقوس حجري تعلوه غرفة يعتقد أنها كانت إدارة المدرسة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية