الى مستقبله دون أن نشجعه على التخطيط لرسم معالمه، ثم يأتي النظام التعليمي ليكمل مابدأناه في البيت، فيقدم للطالب والطالبة معارف نظرية وعملية لاتربطهما بالحياة، باستثناء بعض الاشارات في عدد من الحصص الدرسية في مادة هنا ومادة هناك.
وبعد حصول الشاب والفتاة على الشهادة الثانوية، يقفان أمام مشكلتهما المصيرية وهي عدم مقدرتهما على تحديد مستقبلهما في ما بعد المرحلة الثانوية. فالشاب والفتاة في هذه المرحلة يعانيان حالة من عدم وضوح الرؤية بسبب افتقارهما إلى مخطط لمستقبلهما، وتصبح المشكلة أكثر تعقيداً في غياب أرضية معلوماتية صلبة يرتكز عليها، فنجده أو نجدها يتخبط بين تجارب الأقران ونصائح الأهل والمعارف. وكثيراً ما نسمع عن شاب دخل في احدى الكليات وانخرط في تخصص جامعي لا يتوافق مع قدراته وإمكاناته، وبالتالي تعثرت مسيرته الدراسية وربّما باءت بالفشل. أو فتاة التحقت بفرع دراسي لايناسب ميولها.
ان كل ماتقدم يقودنا الى الاهتمام بهذا الجانب من حياة أبنائنا، وتخصيص حصص درسية للفت انتباههم من مراحل عمرية مبكرة، والعمل على إعداد كوادر مؤهلة وموثوق بها للقيام بمهمة إرشاد وتوجيه الطلاب ومساعدة كل واحد منهم على تحديد مستقبله العلمي واختيار التخصص الدراسي المناسب، مع الإستعانة بالمؤسسات الأكاديمية المتخصصة في هذا النوع من المشورة، صحيح أن وزارة التربية بدأت بالعمل على تعديل المناهج ليصبح التعلم من اجل الحياة، وأن لليونيسيف دورها في تقديم الدعم لإكساب الطلاب مهارات للحياة، وفي الوقت نفسه تعمل العديد من المنظمات الأهلية على نشر ثقافة المبادرة والتخطيط عند شبابنا وشاباتنا، الا أنها لا تنتشر بالحجم المطلوب، وتحتاج للكثير من الكوادر المؤهلة.
linadayoub@gmail.com