كم كرهت نفسي واسمٌ يحرق عمري.. وحنين يتسلق أوردتي وشراييني ليعتلي عرش قلبي، ليقلصه ويمدده بانفجاراته المفاجئة وخموده المعتاد...
أحببت يوماً أن أكون أنثى الحب... أنثى الكلمات الشهية الدافئة ولمسات الحنان المسروقة... كم تمنيت يوماً أن تقدس أيد ملائكية غزارة دمعي وتبارك ألمه.. كم
افتقدت ضمة كبراءة ضحكة طفل بين سواد قلوب مطلية.
وهاأنا.. لا أتقن مجاراة الصمت.. أحبه.. أعشقه.. أعشق ما يستطيع أن يعبر ما في داخلي مسافات عظيمة وزوايا حزينة.. تلك التي تعجز عن عبورها آلاف آلاف الكلمات.. تلك التي تعجز أن تلخصها ضحكة عابرة في لحظة سعادة مسروقة وربما كاذبة... أحبه كثيراً، أشتاق إليه في مجالس الكلام التي تطول وتطول دون جدوى، أناديه في عتمة الليالي ليبعثر النور فيها..
هل لك أن تجيب ندائي؟ بأن تتقمصني ونكون روحاً واحدة...
لم أعد أجد لعبرات تنهمر على وجهي أي مذاق للراحة.. لم أعد أجد لحروف تتلاعب بها شفتاي الكاذبتان أي معنى.. ولا أي دفء. تعال إليَ لعلي أستطيع أن أفهم رسائل المطر وأترجم زقزقة العصافير لعلي لا أنتظر جهازاً.. ليفسر غموض أمواج متلاطمة تضرب سكينة قلبي وتحقن رأسي بأسئلة حياتية كئيبة!!
علي أختلي إلى نفسي التي كنت ومازلت غريبة عنها وأطلب شفاعتها لكثرة ما اقترفت في حق طهارتها.. لنفس هي ربما نفسي.. وربما لا!! في ساعة هي وأخرى لا!!
هي طيف جميل أطارده في لحظات الأمل الطفولية وأحاول أن أتربص به ليعود ويضيع مني...
علمني كيف أكتشف أسرار الجمال، من زهرة تتفتح كتفتح الحب في قلب عاشق لتنشر ربيعها وصفة دائمة للسعادة
من بحر تتراقص أمواجه لضياء الفجر... علمني كيف أغور في حزن العيون وأعتلي مراكب الأمل وأقودها نحو مرافئ الحرية...
علمني كيف أكون نفسي، كيف أعانقها عند كل صباح وردي وأعطرها بأريج المحبة.. لتكون مقصد كل فراشة حزينة تائهة... لتكون موقفاً لكل مسافر أنهكته مصطلحات الحياة.....